مرة جديدة تكشف اوروبا المتحضرة عن وجه عنصري لكن هذه المرة في مونديال قطر.
تسجل قطر للتاريخ فرضها إيقاعها على مونديال كأس العالم في محاولة لتجريد كأس العالم من التسييس ومن الاستغلال لغايات غير متعة كرة القدم كمجرد لعبة، وتفرض شروطها فهي لا تستضيف هذه البطولة العالمية بأي ثمن ولم تقدم تنازلات لا في التقاليد ولا في الميزات العربية، لماذا تلزمنا أوروبا البيضاء بشروطها كلما زرناها وتأبى أن تلتزم بشروطنا في عقر دارنا.لم تنجح حملة أوروبا البيضاء في تلويث وجهنا العربي في العالم وهي قد فعلت على مدى قرون طويلة.لا أريد أن أبالغ في كيل المديح لكن أصواتا أوروبية سمعناها كانت منصفة وفي كل مرة يحشر الإعلام الإسرائيلي الخبيث أنفه ليشعل فتنة، وإلا ما معنى تركيزه في مقابلات مع أجانب على حقوق العمال وعلى العادات والتقاليد العربية!لماذا تسمح أوروبا لنفسها بتسييس كرة القدم وتضع علم أوكرانيا في كل لعبة وتطرد من الملاعب كل من يضع علم فلسطين، هذه الازدواجية وهذا النفاق السياسي أصبح مكشوفا ومقيتا ومرفوضا حتى من كثير من الأوروبيين أنفسهم، عندما يرون بأم أعينهم هذا التمييز وكيف تسرق حكوماتهم أطفال اللاجئين العرب بدعوى حقوق الإنسان وتسكت عن قتل إسرائيل لعشرات الأطفال في فلسطين!.فوق صفيح الحرب الروسية الأوكرانية، برز الوجه لازدواجية المعايير الساكنة في أعماق أوروبا التي طفحنا منها شعارات حقوق الإنسان والتي منحتها حق التدخل في سياسات الدول بالتنديد مرة والتدخل العسكري مرات تحت هذه الحجة التي كشفت الحرب الأوروبية الأوروبية كم هي هشة .ما تزال صورة المراسلة التليفزيونية وهي تركل مهاجرا سوريا على حدود المجر وتعترض طريق آخر كان يحمل طفلا كانا يفران عبر الحدود ماثلة وكنا نظن أن تصرفا كهذا كان فرديا إذ أن عنصرية الأفراد قد تختبئ احيانا خلف المبادئ الاساسية حتى داهمنا هذا السلوك من دول وحكومات بذات الصيغة البشعة.لا شك أن تعامل الأوروبيين في المطارات وعلى الحدود مع غير الأوروبيين والغربيين يختلف جوهريا مع اولئك القادمين من بلدان الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا ويمكن ملاحظة ذلك بوضوح وهو ما كان الإرهاب ذريعته لكنه ليس كذلك.ليس هذا فحسب بل أن السياسة الاعلامية الاوروبية تدعم هذه العنصرية عندما اطلقت الفضاء لصحفيين ومراسلين لتعبير عنصري صارخ ضد كل ما هو مختلف الوانه واجناسه.هذه المواقف الإعلامية هؤلاء أوروبيون وأذكياء ومتعلمون، ولا يملكون ماضياً غامضاً، كأن يكونوا إرهابيين مثل العرب والافغان والافارقة والاسيويين.ستحتاج اوروبا لمراجعة جوهرية لازدواجية مفاهيم حقوق الإنسان العالمية بازالة القناع التي يبدو انها تخصها وحدها وهي اكبر من ان تنحصر في مفهوم الانتقائية الى سياسة ومبادئ اصيلة في الثقافة والسلوك.عنصرية عارية وسافرة كانت على ما يبدو متخفية لكنها ظهرت بوضوح في كل مناسبة ينجح فيها العربي بتحقيق شيء ما.الرد كان حضاريا وقد نجحت قطر قبل أن تبدأ كأس العالم.