أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

أنا أعارض أنا موجود


د. هزاع عبد العزيز المجالي

أنا أعارض أنا موجود

مدار الساعة (الرأي) ـ
ما أن يصل النائب إلى مجلس النواب حتى يتم التواصل معه للانضمام إلى تشكيلات احدى الكتل النيابية، وبطبيعة الحال يتم ذلك من غالبية النواب، وفي ظل انعدام الانسجام أو الانتماءات الايديولوجية الفكرية عند أغلب اعضاء كتل المجلس فإن العلاقة بينهم تكون مبنية على تفاهمات وتوازنات في المصالح الشخصية، ليدخل النائب بعدها في مرحلة الاستقطاب بين المترشحين المتنافسين على رئاسة المجلس، ثم التنافس على عضوية مواقع الرئاسة و اللجان الدائمة في المجلس. وما أن تستقر الأمور يدخل النواب بعدها في خضم ممارسة العمل النيابي، فيشعر النائ? بالنشوة والأهمية، باعتباره يمثل الشعب في مناقشة القوانين وممارسة الرقابة التشريعية على أعمال الحكومة، فإذا ما اعتبرنا أن كل ما قيل سابقا يعتبر من بديهيات العمل النيابي في جميع مجالس النواب في العالم، وفقا لخصوصية كل مجلس حسب طبيعة نظامه الداخلي، وقبل الدخول بتفاصيل الموضوع فإن حديثي عن النواب في مجلسنا الموقر يدخل في باب النقد البناء فتربطني علاقة صداقة ومعرفة بالعديد منهم، وأكن لجميع أعضاء المجلس دون استثناء كل الاحترام والتقدير.
المتابع لما ينشر عن المجلس عبر وسائل الأعلام والتواصل الإجتماعي سواء كان ذلك أثناء المناقشات تحت قبة المجلس أو في اللجان فلا بد أن يلاحظ حجم الانفعال الذي يرافق كلمات وتعليقات البعض من النواب، فتشعر أن هناك حالة من الغضب والتشكيك والتهجم اتجاه الحكومة أثناء المناقشات أو القاء الكلمات تحت القبة أو أثناء جلسات اللجان الدائمة بحضور ومشاركة الوزراء أو ممثلي الإدارات العامة لمناقشة قضية عامة، ولقد تم تداول العديد من المقاطع المصورة التي شاهدنا في بعضها مقدار الشحن أثناء النقاشات، وفي كثير من الأحيان يتم ذلك وفق? لقاعدة (أنت متهم مهما كان تبريرك) وهناك من يرى أن استفزاز الضيوف مقصود من بعض النواب لغايات الظهور أمام الرأي العام بمظهر المدافع عن المواطن وأن الحكومة هي المذنبة بحق الناس، والغريب أن باقي النواب يتجنبون التدخل حتى لا يتصادموا مع زملائهم، أو حتى لا يتهم أنه يحابي الحكومة على حساب الشعب. فإذا ما قبلنا ذلك باعتباره نتاج حالة من المد والجزر ما بين الحكومات ومجالس النواب، فماذا عن العلاقة المتشنجة بين النواب أنفسهم، فنلاحظ ايضاً أن سياسية توازن القوى هي السائدة في العلاقة بينهم، وكأنهم على صفيح ساخن، وقد شا?دنا أحداثا كثيرة من الصدام وصلت إلى العراك بالأيدي، والغريب أن أغلبها تحل بالطريقة الشعبية بالتوسط والجاهات.لست هنا بصدد التهجم على أعضاء الملجس، بقدر ما أنا اوصف حالة يتحدث عنها جميع الأردنيين في مجالسهم الخاصة، ناهيك عن حجم التعليقات السلبية على الفيديوهات التي تنشر ويتم تداولها بين الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفي النهاية أعتقد أن شعور النواب بتدني وسخط الرأي العام الشعبي اتجاه النواب بسبب عجزهم عن تقديم الخدمات لهم، ومن جهة اخرى الشعور بالتهميش والفراغ وعدم استقرار العلاقة بينهم وبين الحكومة دفع النواب الى التنمر على قاعدة «أنا اعارض أنا موجود».أستاذ القانون الدولي العام
مدار الساعة (الرأي) ـ