ذات جلسة يقطر فيها القلب ألمًا ووجعًا على واقع لواء الأغوار الجنوبية، جلس الصديق الدكتور الحاصل على شهادة الدكتوراه في 'الأدب المقارن' من جامعة خارج البلاد، جلسنا نستعرض الأسباب التي أدت إلى أن يبقى مثلًا الحاصل على شهادة الدكتوراه معلمًا في مدرسة حكومية بينما من كانوا زملاءً له في الخارج أثناء رحلة الدراسة التسعة جميعهم يدّرسون في الجامعات.
نلقي اللوم على الحكومات المتعاقبة التي جعلت من اللواء عرضةً لسياسات التهميش المتعمدة حتى دخل اللواء تحت مسميات المناطق الأشد فقرًا والأقل تعليمًا والأكثر تدهورًا في قطاع الصحة والتعليم والخدمات العامة. من الواضح أن وزارة التخطيط وبرامجها التي بدأت منذ 2007 لم تنجح في إخراج اللواء من المناطق الأشد فقرًا، وربما لم يُذكر اسم اللواء الا في عهد سالف الذكر باسم عوض الله حين قرر بيع أهم مقدرات اللواء والوطن -البوتاس- للاجانب. نلقي اللوم ايضا على من تم انتخابهم منذ عودة الحياة البرلمانية للأردن في عام 1989م مع انهم لم يقصروا في عرض معاناة أهل اللواء وآخر ما سمعناه وأبدعت في إيجازه تحت القبة النائبة صباح الشعار حينما قالت في كلمتها ردًا على طلب الرزار الثقة، "إن أبناء الأغوار يعيشون زمنًا إقطاعيا" والدكتور الرزاز باحث قبل أن يكون رئيس حكومة، يعرف معنى زمن الإقطاع والعبودية، الذي شكت منه الشعار، والذي أورث الأغوار الجنوبية الفقر والموت والبؤس". كانت كلمة ربما من أكثر الكلمات المفعمة بالوجع والتعب التي تأثر بها صديقي الدكتور ونحن نتابع الحديث ونستذكر ما جاء في استعراض لمركز الحياة -راصد- في حينه لاداء النواب حين صنّف أحد نواب اللواء في المجلس السادس عشر بأنه من بين الخمسة الأضعف أداءً بالمجلس من باب الأمانة يجب ان نذكر ان ترتيبه كان الأفضل بين زملائه الخمسة. المهم انتهى اللقاء بيننا وقد افرغ صديقي الدكتور ما يختزنه من احباطات متمنيا لو توفرت فرصة للهجرة خارج البلاد. من جهتي عرضت عليه الحل الوحيد الباقي وقد سدت كل الطرق للخلاص الفردي .. الانخراط مع الآخرين في السياسة اي في عمل جماعي من أجل التغيير
الأغوار ما زالت في زمن الاقطاع
مدار الساعة ـ