نعلم حق العلم ان الله خصص لكل إنسان على كتفيه ملكين رقيب وعتيد لتسجيل أقوال وأعمال ونوايا وهواجس . . . إلخ الخير وتسجيل أقوال وأعمال ونوايا وهواجس . . . إلخ الشر وبالترتيب (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (ق:18)، (وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ، كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (الإنفطار: 10-12)). ولكن لا نعلم ما نوع الأجهزة الربانية المحكمة التصنيع والمتناهية الدقة في عملها والمبرمجة بأمر من رب العالمين لتسجيل أصوات وصور وفيديوات عن جميع أعمال الإنسان خيرها وشرها. سوف يعرض الكتاب الرباني الإلكتروني لكل إنسان يوم الحساب دون أن يغادر هذا الكتاب لا صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها من قبل كل الرقيب والعتيد (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًأ (الكهف: 49)). لقد صنع المخترعون والمصنعون في العالم أجهزة إلكترونية لأغراض مختلفة، دقيقة جدا ومنها الخلويات أو الأجهزة المحمولة والتي صنعت وزودت بإمكانيات التسجيل أصوت وصور وفيديوات الأشخاص وتخزينها على ذاكرتها وإسترجاعها وتوزيع نسخ عديدة منها بشكل سريع. فنقترح في مقالتنا هذه أن تسن حكومات الدول في العالم قانونا لزرع أجهزة إلكترونية دقيقة وحساسة في أجسام المسؤولين عند توليهم مسؤولياتهم لتسجيل أفكارهم وهواجسهم وأصواتهم وصورهم خلال وقت دوامهم أو خلال الاجتماعات واتخاذ القرارات المهمة أو أي قرارات أخرى تخص قضايا أي فرد من الأفراد المسؤولين عنهم.
وتكون هذه الاجهزة مربوطة بشكل مباشر مع المسؤول الأول عنهم للإطلاع عليها بشكل فوري او مباشر أو في وقت لاحق ليتاكد من أن كل مسؤول يعمل وفق القسم الذي أقسمه عند توليه المسؤولية. ونضرب أمثلة: جلالة الملك المسؤول الأول عن رئيس وأعضاء مجلس الأعيان وعن رئيس مجلس النواب وعن رئيس الوزراء . . . إلخ ممن يكلفهم جلالته بشكل شخصي بالمسؤولية والمرتبطين معه بشكل مباشر. وكذلك رئيس الوزراء المسؤول الاول عن وزرائه، وكذلك رئيس مجلس الاعيان المسؤول الأول عن الأعيان ورئيس مجلس النواب المسؤول الأول عن النواب ورئيس مجلس التعليم العالي المسؤول الأول عن أعضاء المجلس. . . . إلخ. وبهذه الطريقة نضمن كشف أي تجاوزات أو مخالفات لقسم المسؤولية أو إستغلال للمناصب لمصالح شخصية. وبذلك تكون عملية المراقبة والمحاسبة سهلة ومقدورا عليها بدون عناء أو حاجة لتشكيل لجان تحقيق أو أدلة مادية أو شهود. فكل مسؤول تشهد عليه أفعاله الموثقة بالصوت والصورة وغيرها من الأدلة عن طريق الحساسات ( وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (فصلت: 21)). ولقد تم تنفيذ ما يشبه ما أتحدث عنه في مقالتي هذه سابقا، ولكن بطرق مختلفه مثل ما حصل في فضيحة ووتر جيت على زمن الرئيس الأميريكي ريتشارد نيكسون في أمريكا. وكما حدث أيضا في غيرها من الدول العظمى ويحدث حاليا والذي تم كشفه من قبل المخابرات الروسية عن المحادثة التي تمت بين رئيسة وزراء بريطانيا ليز تراس ووزير الخارجية الأميركية انطوني بلينكن عندما قالت له: "تمت المهمة" بخصوص تدمير خطي نورد ستريم 1 و 2 للغاز الروسي الخاص والمزود لألمانيا الإتحادية، وسوف يحدث في المستقبل مثل هذه الأحداث أيضا.
أجهزة إستشعار وتسجيل لهواجس وأفكار وأفعال المسؤولين صوت وصورة بشكل غير إرادي
أ.د. بلال ابوالهدى خماش
أجهزة إستشعار وتسجيل لهواجس وأفكار وأفعال المسؤولين صوت وصورة بشكل غير إرادي
مدار الساعة ـ