سجّل الرئيس الأُوكراني/زيلينسكي لنفسه نقطة «ثمينة», مُحتلاً الرقم «1» كأول رئيس في العالم «طيّرَ» برقية تهنئة لنتنياهو.. زعيم الإئتلاف اليميني الفاشي/والديني المُتطرف, بعد انتصاره «التاريخي» في انتخابات الثلاثاء الماضي 1/11, التي حملت الرقم «5» خلال اقل من أربع سنوات.
زيلينسكي الذي حرص على ان يكون أول مُهنئي نتنياهو, أعرب في برقيته/تغريدته على «تويتر» عن «أمله في فتح صفحة تعاون جديدة مع الأكرانيين» مُضيفاً في إشارة لا تخلو من دلالات سياسية/ودينية: تشترِك أوكرانيا واسرائيل في قيم وتحديات، الأمر - واصلَ - الذي يتطلب «الآن» تعاوناً فعّالا. ما يعكس من بين أمور أخرى ثقة زيلينسكي بالخطوات التي قد يقوم عليها نتنياهو, إذا ما سارت الأمور في دولة العدو الصهيوني وفق السيناريو الذي وضعه زعيم الليكود, الهادف تشكيل حكومته «السادسة»، بمشاركة فاعلة من المعسكر الذي قاده لتحقيق هذا الانت?ار, بعد خمس جولات انتخابية فشل خلالها في قيادة ائتلاف وفق شروطه, رغم ان الليكود واظب على تصدّر الأحزاب الفائزة مُتقدماً عليها جميعاً. لكن الضربة الأكثر ايلاماً له شخصياً, كانت في جناح الثنائي بينيت/لبيد في تشكيل ائتلاف هجين جمعَ ثمانية أحزاب, توزّعت مرجعياتها السياسية/والحزبية بين أقصى اليمين وأقصى اليسار, إضافة بالطبع الى دعم الجناح الجنوبي للحركة الإسلاموية بقيادة المتأسرِل/منصور عباس. الذي وإن فازت قائمته في الانتخابات الأخيرة التي انتهت للتو بخمسة مقاعد, إلاّ أنه يجد نفسه على قارعة الكنيست, منبوذاً، لأ? نتنياهو «لن يحتاجه» أبداً، كذلك حال يئير لبيد الذي خسر ثقة «حلفائه» في ما سُمِّي ائتلاف/أو حكومة التغيير, وكُلهم الآن يُحملونه مسؤولية فشل معسكر الذين قالوا «إلاّ لنتنياهو». بل وفشل حركة «ميرتس» في تجاوز نسبة الحسم 3.25%, لأول مرّة منذ تسعينيات القرن الماضي, عندما كانت تحمل اسم (حركة حقوق المواطن/راتس) بقيادة شولاميت آلوني, الى ان باتت تُعرَف بـ«ميرتس», التي جمَعتْ ثلاثة أحزاب/حركات هي: راتس،مبام وشينوي.عودة الى تهنئة زيلينسكي لنتنياهو؟.وقفت اوكرانيا على الدوام الى جانب اسرائيل سياسياً/ودبلوماسياً, خصوصاً بعد الانقلاب الذي قاده النازيون الجدد في العام/2014 ضد الرئيس المُنتخَب يانوكوفيتش. ولم تتوقّف كييف عن إعلان الدعم الكامل لكل حروب اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني وبخاصة في غزّة, واصِفة حركات المقاومة الفلسطينية بالإرهاب, ومُكرِّرة أُسطوانة المعسكر الغربي بـ"تأييد حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد الإرهاب الفلسطيني». الى ان اندلعت الحرب الأوكرانية كي يُخاطِب زيلينسكي حكومة بينيت/لبيد كـ«يهودي» أولاً وأوكراني ثانياً وربما عاشراً. سواء في ما خصّ?استقبال اللاجئين الأوكران (اليهود منهم اولاً), أم خصوصاً طلب الدعم العسكري النوعي وتحديدا أنظمة الدفاع الجوي «القبة الحديدية». رغم أن حكومة بينيت/لبيد صوتّت على الدوام في الأمم المتحدّة بإدانة «العدوان الروسي», بل ان لبيد كرئيس وزراء بديل ووزير خارجية, كان «أدان» موسكو منذ بدء العملية الروسية الخاصّة, واتهمها بارتكاب «جرائم» حرب في أوكرانيا.أيّ موقف سيختاره نتنياهو الآن؟.ثمّة «صداقة ما» تجمع الرئيس الروسي/بوتين بنتنياهو منذ العام/,2009 بعد تشكيل نتنياهو حكومته الثانية (الأولى في العام/1996), وازدادت عمقاً/تنسيقاً بعد أيلول عام/2015, إثر انخراط روسيا في الأزمة السورية. لكن نتنياهو كان جالساً في مقاعد المُعارضة بالكنيست عند اندلاع الأزمة الأوكرانية. رغم أنه في الحملة الانتخابية الأخيرة كان أعلنَ في تصريحات لصحيفة يو إس إيه توداي الأميركية (22/10), انه «سيدرس إمكانية تزويد أوكرانيا بالسلاح إذا أصبح رئيساً للوزراء المقبل». وفي وقت كان أعربَ قبل المقابلة تلك بأيام قليلة, عن «دع? نادر» لسياسة رئيس الوزراء المنتهية ولايته يئير لبيد, المُتعلقة برفض تزويد أوكرانيا بالسلاح رغم طلبات زيلنسكي المتكرّرة، واصِفاً سياسة حكومة لبيد بأنها «متوازنة».في المجمل... نحسب أن نتنياهو لن يُقدم على خطوة كهذه حال تم تكليفه تشكيل حكومة جديدة, وهي حكومة - إن قامت - ستكون عبئاً عليه, أو في تعبير أدقّ حكومة «مُفخّخة» لن تصمد طويلاً, خاصة إذا رفض الاستجابة/الخضوع لمطالب قُطبيّ «الصهيونية الدينية» سموترتش/التيار القومي الديني, ووريث حركة «كاخ» الكاهاني بن غفير/عظمة يهودية.لكن الاحتمالات «صهيونياً» ستبقى مَفتوحة أقلّه حتى يوم الثلاثاء/15 الجاري, بما هو موعد انتهاء مشاورات رئيس الكيان/اسحق هيرتزوع مع الكتل البرلمانية.kharroub@jpf.com.jo