انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

القس عازر يكتب: إحياءُ الأمواتِ وإماتةُ الإحياء


القس سامر عازر

القس عازر يكتب: إحياءُ الأمواتِ وإماتةُ الإحياء

مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/04 الساعة 13:41
ربما يبدو عنوان هذا المقال للوهلة الأولى مستغرباً بعض الشيء، لكن من يتأمل في واقع الحياة يجد حقيقة ما يرمي إليه هذا المقال من واقعية وحقيقة.
فمن واقع الحال نرى أن أهمية الإنسان تبدأ بعد موته. عندها نبدأ بإستعادة شريط حياته والوقوف عند خصاله وفضائله وإنجازاته والبصمات التي تركها في حياته والمؤلفات الكثيرة التي تركها وأفاد بها عالمنا والتغيير النوعي الذي أحدثه في مجتمعنا، ولا نتوانى عن إضاءة الشموع له والإستفاضة في الوقوف عند محاسنة الكثيرة التي ما كانت لتُعاين وهو على قيد الحياة.
ومن المؤكد أن تكريمَهُ وهو على قيد الحياة أفضل مليون مرة منه وقد غادر دنيا الشقاء والجحود إلى الرفيق الأعلى. كتب صديقي الدكتور سعد شاكر شبلي بوست صباح اليوم الجمعة على الفيس بوك قائلا: " مهما بلغ أحدنا من درجات علمية أو حصل على شهادات جامعية فإنه يبقى يتطلع للإشادة والتقدير عند نشر مقال أو دراسة علمية أو كتاب".

نعم، الإنسان يحتاج أن يكرّم في حياته، لأنه في ذلك حق وواجب ومدعاة للمزيد من العطاء والإنجاز والجهد الذي يفيد عالمنا ويسهم في تقدمه وإرتقائه. ولكن واقع الحال أننا بتجاهلنا وبتوجيه إنتقاداتنا اللاذعة غير الموضوعية وغير البنّاءة إنما نسهم عن سبق الإٍصرار والترصد على قتل كل إنجاز وعرقلة أي نجاح، فالناجح يحارب بدلاً من أن يُثنَي على عمله وبدلاً من أن تقدم له المجالات الأوسع ليبدع أكثر ويفيد بعمله وجهده مجتمعه ووطنه والإنسانية جمعاء.
فمتى نستفيق من غفوتنا لكي ندعم كل جهد طيب وكل إبداع عظيم مما يسهم في نهضة بلادنا العربية؟!. طبعاً هذا لا يعني بتاتا عدم إقامة ندوات تأبينية أو إلقاء كلمات تَفِي المُتَوفّى حقّه، لأنه بلسم عزاء لأهله وخلاّنه ومجتمعه، وإنحناءة إجلال ووقار وتقدير لما قدّمه في حياته من حب وإنسانية وعطاء. ولكّن نحتاج أن نعلّي ثقافة تقدير ودعم جهود غيرنا التي تُبذَلُ بجهد وكد وتعب، لا أن نتناولهم بالإساءة والتجريح وإغتيال الشخصية للنيل من كل ما يقومون به ويقدمونه، ليس لشيء إلا بسب الغيرة والحسد ممن يكونون أفضل منا.
تعودنا أن نوجه سهاماً كثيرة للغرب، فنرى القذى في أعينهم ولا نرى الخشبة في أعيننا أولا، فعلى الأقل الغرب يُمسك بيد الفاشل لينجحه وأما نحن في الشرق فإننا نحارب الناجح لنفشله.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/11/04 الساعة 13:41