مرت الحرب الروسية – الأوكرانية الممتدة منذ شباط الماضي، وتجاوزت العشرة أشهر بمراحل شد وجز، ولا شك أن القدرة العسكرية الروسية أكبر بكثير من الأوكرانية، حتماً لأن روسيا دولة عسكرية ونووية عظمى.
أما أوكرانيا، فحصلت على دعم عسكري لا محدود من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية بالإضافة للدعم المالي، إلا أن كفة الدولة النووية ترجح عسكرياً في بعض الأوقات، وتتراجع في أوقات أخرى، ولكن الهدف الرئيسي الروسي هو السيطرة السياسية بمساعدة القوة العسكرية، وهذا ما تحقق تقريباً، خصوصاً بعد إعلان انفصال أربعة أقاليم من الجزء الشرقي الأوكراني وهي: دونيتسك، ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، وإعلانها الاستقلال عن أوكرانيا بعد خضوعها لسيطرة القوات العسكرية الروسية وضمها للدولة الروسية.روسيا تستخدم انفصال هذه الأقاليم كورقة أولى للضغط على أوكرانيا، أما الورقة الثانية فهي ورقة لعبة الأمم من خلال الضغط على أوروبا والولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة لأوكرانيا من خلال وقف ضخ الغاز الروسي عن كامل أوروبا تقريباً، والتي من الممكن جداً أن تعاني حالة تجمد جراء فصل الشتاء القاسي، وهو ما بدأت به فعلاً وبدأ معها أصوات الداخل في الدول الأوروبية في لعن الحرب والدعم لأوكرانيا.لم يقصر الحلفاء مع أوكرانيا لا عسكرياً ولا مادياً، فقد وصلتها الأسلحة المتطورة وغيرها من أشكال الدعم، ولكن الظاهر أن الرئيس زيلنسكي تسيطر عليه العقلية التمثيلية والاستجدائية، وليست عقلية رئيس الدولة السياسي الذي يجب أن يكون عالماً في بواطن الأمور عما يحدث على الصعيد الخارجي من حدود دولته، ودائماً ما يتضح من خلال تصريحاته التي يطل علينا بها كل مرة وخاصة تلك المتعلقة بإسرائيل رغم ما تعانيه الأخيرة داخلياً، كما أنها بعيدة كل البعد عنه في الظاهر ولا تعيره أي اهتمام.فإسرائيل من الناحية السياسية، مقبلة على انتخابات خامسة خلال خمس سنوات، ما يعني أنها في حالة ترهل وتهلل داخلي، كما تعاني جراء دفاع الفلسطينيين عن أرضهم وازدياد العمليات الاستشهادية والدفاعية، ما يجعلها في حالة خوف من نشوب انتفاضة ثالثة في الضفة الغربية.على زيلنسكي التخلي عن التقرب التافه والتركيز على إنهاء الحرب التي تنهش في بلده، خصوصاً أنه لن يخرج منها بسهولة ولا بخسائر قليلة .
ابو دلو يكتب: التقرب الفاشل
مدار الساعة ـ