الانتقال من التعليم إلى التعلم هي مرحلة ستأتي في المستقبل القريب وهي بمثابة تغيير اجتماعي تحت تأثير الحياة التكنولوجية والرقمية الجديدة، وهذا ليس له علاقة بكل خطط الإصلاح والتطوير التربوي، بل ان التعلم هذا يخص الفرد ويبدأ منه، ونحن قد بدأنا على مستوى الفرد وبعض المهن لكن بشكل متواضع، لذلك علينا أن نتهيأ جيداً نحن والحكومات والمؤسسات التعليمية لهذا لأنه الاسلم في بناء الأجيال وتسهيل حياتها ومعيشتها ضمن الحياة الرقمية القادمة.
إن التكنولوجيا المتسارعة والحياة الرقمية التي ستتوسع في المجتمعات كافة ومن ضمنها مجتمعاتنا تتطلب منا التركيز على التدريب باستخدام الأساليب المتعلقة بالتفكير والابداع والابتعاد عن الأساليب التقليدية في تلقين التعليم أو في التقليد، وهذا يدعو الى تطوير منظومة العلاقات الإدارية والفنية والإجرائية بين استراتيجية وطنية للدولة وجميع أطراف العملية التعليمية والتربوية ابتداء من المدرسة وانتهاء بالمؤسسات الجامعية وعلينا أن نبدأ ولو بشكل تدريجي كي لا نتأخر كثيراً في بناء الإنسان وبالتالي بناء الوطن وتقدمه، ونحن هنا في الاردن نعلم أن ثروتنا الاولى هي الإنسان.وحيث أن الثورات التكنولوجية هي تراكمية ومتتابعة فلقد وصلنا الى مراحل ربط هذه التكنولوجيا في كل مناحي الحياة، وعليه فانه أصبح من الضروري البدء بتشكيل الطريقة التي نعيش ونعمل ونبتكر ونخطط ونتفاعل بها مع ذاتنا ومع العالم، وهنا لا أنكر اننا بدأنا بتطبيق جزء من الرقمنة في بعض القطاعات الحديثة، ولكن هذا اليوم أصبح ضرورة قصوى لتطبيقها في القطاع التعليمي، بخاصة بعد تجربتنا في جائحة كورونا، وهنا نؤكد على ان التكنولوجيا الحديثة أدت إلى تغييرات جذرية في نماذج الأعمال والتطبيقات في مجالات الصحة والاقتصاد والأمن والتجارة والاستثمار والسياحة والنقل والمواصلات والصناعة، وعليه فان هذا التحول يجب أن يؤخذ كاستراتيجية في جميع القطاعات لأنه يواكب التقدم التكنولوجي الذي لن يقف عند حد، ويوفر الوقت والجهد والتكاليف ويزيد ويحسن من الإنتاجية والكفاءة الوطنية.