في إحدى المدن الأردنية العزيزة على قلوبنا تجولت اليوم صباحا في أسواقها ومحيط وسط البلد والمناطق السياحية، لاحظت لأول مرة إهتماما كبيرا بتنظيم حركة السير خاصة في مناطق خطرة مروريا كدوار كنا لطالما قد كتبنا عن مخاطره وتهديد حياة الناس سابقا بلا جدوى، ولاحظت إنتشار شرطة تنظيم السير في مكان مما إنعكس على المرور بإنسيابية وسلاسة ولا مخالفات أو تعديات تذكر، حتى أن السواقين قد أعطوا المجال للمشاة والسياح بعبور الخطوط المخصصة لهم، كما وقد إختفت زوامير السيارات والإختناقات الإعتيادية.
عمال وطن رأيتهم يعملون على قدم وساق، ولأول مرة ألاحظ إهتماما بتفاصيل دقيقة بعملية النظافة ما شاهدتها إلا في المدن الأوروبية؛ كتنظيف احواض الأشجار وجمع الأتربة العالقة بجوانب الكندرين مثلا وجمع الأكياس العالقة على شجرة أو إزالة بقايا حبال اليافطات وبقايا الإعلانات.رأيت كل النوافير تشتغل وتزين مناحي وطرق المدينة، وكأنني بالسياح والأهالي يتنعمون بمدينة لطالما كان وسطها بحاجة لذلك في كل صباح. طبعا سألت عن السبب وكان لوجود فعالية يهتم بها الملك وهي فعالية دولية، فأصبت حقيقة بنوع من الحزن لأن المشهد لن يتكرر ولن نجد على الأقل من ينظم المرور على الدوار الذي يهدد حياة الناس. في الدوائر الحكومية المختلفة في كل المملكة نرى النظافة وحسن وسرعة التعامل والإنجاز غالبا عند وجود زيارة لمسؤول أو تفتيش، وباقي الأيام نجد العكس. الأمور عندما تكون كصباح اليوم جميلة وتسعد في مدننا وقرانا وكل أنحاء المملكة بهذا الشكل وفي الدوائر والمؤسسات كذلك، فبلا شك فإن هذا ينعكس إيجابا على الحالة النفسية للشعب، إذ يشعر بأن هنالك من يهتم وأن الضرائب التي يدفعها أعلى من كل شعوب العالم تجدي نفعا. لا يوجد تكلفة ولا نفقات إضافية لتشغيل وإستنهاض الخدمات والمؤسسات، ويعد ذلك أصلا جزء من الوصف الوظيفي للجميع وحسب عمل كل منهم. نتمنى أن تصل الرسالة لصاحب القرار فيتخذ الإجراء المناسب لتنعم مدننا وسكانها بشيء من الإهتمام وكما يجب أن يكون.
الحكومة والسلطات المحلية تستطيع إسعاد الاردنيين، ولكن لا يفعلون!
مدار الساعة ـ