الأسبوع الماضي زار وزير دفاع الاحتلال تركيا، زيارة هي الأولى منذ عشر سنوات، وتأتي ضمن انتعاش للعلاقات التركية الإسرائيلية سياسيا رغم أنها في مجالات أخرى لم تفقد قوتها وزخمها.
تركيا بلد تدافع عن مصالحها، سواء كانت في دعم ما يسمى الربيع العربي، أو “استثمار “الاخوان او اقامة علاقات مع قوى مسلحة في الشمال السوري او إزالة التوتر في علاقاتها مع الخليج او تغيير موقفها من بشار الاسد والدعوة الى حوار بين الدولة والمعارضة السورية…لكن المهم في الزيارة تصريح للوزير الصهيوني بأنه تم الاتفاق مع تركيا على تحييد القضية الفلسطينية في العلاقات الثنائية مع تركيا، وهذا الحديث هو هدف اسرائيلي تعمل عليه دولة الاحتلال مع دول كثيرة عربية واسلامية منذ سنوات طويلة، بل نجحت في هذا مع العديد من الدول قبل سنوات.إسرائيل منذ سنوات طويلة كانت تطرح فكرة السلام الاقتصادي اي تسريع العلاقات الاقتصادية مع الدول العربية والإسلامية وحتى مع الفلسطينيين مع تأجيل للموضوع السياسي او بحث الحقوق السياسية والوطنية للشعب الفلسطيني، وكانت من باب محاولة الاستدراج للدول العربية والإسلامية تقول ان تسريع السلام الاقتصادي سيساهم في صناعة السلام مع الفلسطينيين.تحييد القضية الفلسطينية جزء من تفكير حكومة الاحتلال وما يزال قائما، وحتى مشروع صفقة القرن في عهد ترامب كان قائما على هذه الفكرة.اليوم هناك شبكة علاقات إسرائيلية في العالم العربي والإسلامي، وواقع هذه العلاقات يقول ان إسرائيل نجحت في فك الارتباط بين العلاقات الثنائية في معظم هذه العلاقات وبين المسار الفلسطيني باستثناء حالات التوتر والتصعيد التي تحدث في الضفة وغزة حيث يعود الحديث عن الملف الفلسطيني لكن دون أن يؤثر الأمر جذريا على العلاقات الثنائية لإسرائيل مع دول عربية واسلامية عديدة او معظمها.ما نتحدث عنه تطور كبير جدا في واقع القضية الفلسطينية يضعف مكانتها لدى العرب والمسلمين وفي كل دول العالم، بل يحول الأولوية للمصالح الثنائية للدول العربية والإسلامية في علاقاتها الثنائية مع إسرائيل مهما كان واقع القضية الفلسطينية ومهما كان تعامل إسرائيل مع الملف الفلسطيني، وتزداد خطورة هذا الواقع في ظل تزايد المصالح والاتفاقات وشبكات العلاقات في كل المجالات بين إسرائيل ودول عديدة في عالمنا العربي والإسلامي وحتى مع دول كانت منحازة وصديقة للفلسطينيين.يحدث هذا بينما الأشقاء الأعداء في سلطتي غزة ورام الله ما يزالون يعتقدون انهم محور اهتمام دول العرب والمسلمين، منشغلون بالحفاظ على وهم السلطة في رام الله وغزة، عاجزون حتى على الجلوس معا بقلب صاف، ويريدون من الأشقاء والاصدقاء التوحد لنصرتهم بينما هم لايتوحدون لنصرة أنفسهم.بقي القول إن الأردن مازال يعمل جديا ليبقى الملف الفلسطيني السياسي والحقوق الفلسطينية هو المسار الاول في العلاقة مع اسرائيل، وان هذا الموقف خلاف جوهري مع اطراف عديدة.