هل فكرت يوماً بتصرفاتك وأخطائك؟ أم إنك تتصيد وترصد وتذم الحكومة، وتبالغ في ردة فعلك؟
هل فكرت أن تبدأ بنفسك؟
مثلاً، عندما تسرق كهرباء أو مياه غيرك وتعتبرها شطارة، وهي سرقة وقد حرمها الله وانت لا تفكر بما حرمه الله!
هل هذا الفعل ارتكبته الحكومة؟
عندما تطلب واسطة وتأخذ ما تريد من غير أي وجه حق، هل هذا حلله الله أم حرمه، بينما أنت وبنفسك تلوم الحكومة وتتهمها بالفساد!
عندما تستغل منصبك لمنفعة شخصية، أو تستخدم سُلطتك لتظلم العبيد!
عندما يخاف الموظف من مسؤوله ولا يخاف من رب العباد، ألا تفكر في أخلاق الإسلام، ألا تفكر فيما تفعله بأنه حرام فيبدا الفساد وأنت تربّيه!
عندما تتهرب من الضريبة وتعتبر نفسك شاطر، وأنت تسرق هذا المال الذي هو حق غيرك، هو من المال العام بعهدة الحكومة.
ألا تفكر في غضب الله، بأن هذه الممارسات تعتبر سرقه لأن هذا المال ليس من حقك.
هل فكرت عندما تقول عن الحكومة أنها فاسدة، هل أنت الملاك؟
عندما تتكلم عن الظلم وأنت تستغل القوانين لمصلحتك الشخصية، ولم تفكر برب الكون، وان ما تفعله حرام بينما تعتبره شطارة، ثم تتهم الحكومة بالفساد!
عندما تقوم بعملك وتتكلم عن الراتب القليل، هل فكرت بأمانه عملك؟
هل قمت بعملك بكل أمانه واخلاص، وابتعدت عن استغلال منصبك لتمرير أجندات خاصة، وأنت تتحدث عن الفساد وتسئ إلى وطنك، بينما تعمل الحكومة على الانفتاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتعزيز حقوق المرأة؟
هل تعلم أن رب العزه والجلالة هو الذي أعطى المرأة حقوق، وأمرك أن ترعاها وتخاف الله في معاملتها، أم المرأة التي استغلت حقوقها في أذيتك وتلاعبت بالقانون، فما علاقة الحكومه فيها؟!
هي فعلت ما هو ظلم ولم تفكر بوجود الله واعتبرته شطارة حتى تأذيك. والحقوق لمنع ضرب المرأة هل الله أوصاك بضربها؟ لا طبعاً، لقد أوصانا الله، عز وجل، بمعاملة المرأة بالرفق والاحترام، فما ذنب الحكومة؟
هل سفير المملكة الذي يمثل جلالة الملك في دول الخارج يتصرف مثل الملك وبأخلاق الملك الذي ينحني تواضعاً، ويحترم جميع الناس؟
فلنبدأ بأنفسنا عندما نريد دولة معافاة من الفساد، فابدأ بنفسك ولا تخاف على رزقك لأنه من الله، وليس من العبد، لا تسكت عن الحق، حتى لو الشخص كان أعلى منك، لأن السكوت عن الحق يدمر البلد ويغذي الفساد.
المزعج لا تقول قرابتي عين أو نائب أو وزير سأفعل كل ما أريد، وبعدها عندما يتقاعد قرابتك، تبدا تتكلم عن فساد الحكومة، بينما هو فسادك أنت شخصياً وليس الحكومة،
لهذا ابدأ بنفسك قبل غيرك حتى نساعد في بناء جيل بأخلاق ترضي رب العباد، أخلاق الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام.
ن