مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون الدولية - لا يزال الشأن الاقتصادي هو الشاغل الأكبر لدول العالم كافة، إذ ما كادت الآثار الاقتصادية السلبية التي ألحقتها جائحة كورونا باقتصاديات الدول تبدأ في الانحسار، حتى جاءت الأزمة الروسية الأوكرانية لتصيب الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية بأضرار تزداد تفاقماً يوماً بعد يوم.
فما فعلت قطر وسط كل هذا؟ما سبق اشار اليه أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في كلمة بافتتاح دور الانعقاد العادي لمجلس الشورى القطري.هذا عن الجانب الاقتصادي. وفيه تبدع قطر فيما تعمل به فماذا عن استضافة الدوحة لكأس العالم 2022. هذا ملف لا يقل ابداعا قطريا فيما ظهر من التحضيرات وكشفته الدوحة من باقي الملفات.أما ما يدعو للأسف فهو ما تعرضت له قطر من هجوم منذ استضافتها للكرنفال الكروي العالمي.على حد تعبير أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني فقد كانت حملة غير مسبوقة لم يتعرض لها أي بلد مضيف.في البداية تعاملت قطر مع الأمر بحسن نية، بل رأت "أن بعض النقد إيجابي ومفيد". لكن ما يلفت أن تبيّن لنا أن الحملة تتواصل وتتسع وتتضمن افتراءات وازدواجية معايير حتى بلغت من الضراوة مبلغًا جعل العديد يتساءلون للأسف عن الأسباب والدوافع الحقيقية من وراء هذه الحملة.الامر اذن مريب. ويتعلق بالهجوم على قطر لانها قطر. ولأنها تنجح ولان البعض لا يروق له هذا النجاح.الدوحة التي تستضيف المناسبة العالمية في الفترة من 20 نوفمبر/تشرين الثاني إلى 18 ديسمبر/كانون الأول، تدرك انه "حدث تاريخي ومناسبة إنسانية كبرى". اعدت له عدته.وواجهت الدوحة حملة عنيفة لاستضافتها مونديال العالم. حملة لم يسبق لها مثيل خلال بطولات كاس العالم الماضية. أما ما يلاحظ فتصاعد الهجوم كلما اقترب العد التنازلي للحدث الكروي الاكبر بالعالم.واستندت الحملة إلى إشاعات لا أساس لها من الصحة تعتمد عليها الحملة الاعلامية الممنهجة التي تواصل هجومها على استضافة قطر لمونديال 2022م.ويبدو انه لا يهم فيما اذا قدمت الجهات الرسمية القطرية تفنيدا علميا وواقعيا لتلك المزاعم بنفيها. فهذا لا يهم الحملة الاعلامية المغرضة. حملة تواصل الضغط حول ملفات منها حقوق العمال بمعلومات زائفة تفقد مصداقيتها بغياب الادلة.وما يثير الإعجاب مضي قطر في تنفيذ كافة الوعود التي أطلقتها من خلال جهود جبارة بذلتها كل مؤسسات الدولة على مدى سنوات طويلة، من دون أن تأبه للهجوم الذي بدأ فور الإعلان عن نيل شرف تنظيم المونديال.ولان المغرضين يكيدون بطريقة غير نزيهة من السهل ان يرفع احدهم في احدى المباريات لافتة تطالب بمقاطعة مونديال قطر 2022. هذا المشهد ظهر في مباراة بوروسيا دورتموند امام شتوتغارت قبل ايام التي انتهت بخمسة أهداف دون رد لفريق دورتموند.اما اللافتة التي رفعها احدهم فتدعو إلى "مقاطعة" مونديال قطر وذلك من قبل جماهير نادي بوروسيا دورتموند في المباراة التي اقيمت على ملعب "سيغنال إيدونا بارك".ولأن الجماهير قطيع ينساق وراء اي شيء لوّحت الجماهير بلافتة "المقاطعة" للحدث الذي ستحتضنه دولة عربية لأول مرة في التاريخ، وذلك احتجاجًا على "حقوق العمال" الذين ساهموا في بناء المنشآت الرياضية والبنية التحتية لقطر، يأتي هذا التصرف من قبل جماهير نادي بوروسيا دورتموند تحت تأثير الحملة الاعلامية ضد المونديال التي تستخدم حقوق العمال كورقة ضغط تعتمد على معلومات زائفة ليس لها مصداقية ولا سند حقيقي، فهي مجرد ادعاءات وقصص من وحي الخيال تم نفيها من قبل العديد من الجهات الرسمية الموثوقة، التي ساهمت في الرد على تلك المزاعم.وفنّد الاتحاد الدولي لنقابات العمال - الجهة المعترف بها دوليًا – كل هذه المزاعم وأكدت شاران بورو الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال في حوار أجرته قبل أسبوعَين مع «وكالة الأنباء الفرنسية»، أن المزاعم عن مقتل أكثر من ستة آلاف عامل خلال العقد الماضي، ليست سوى اعتقاد خاطئ، وأنصفت بورو كل ما قامت به قطر من إصلاحات عندما قالت: إن تحولًا كبيرًا شهدته الدولة المضيفة للمونديال على صعيد حقوق العمال، شمل إصلاح قوانين وتحسين الأجور وظروف العيش.ما يثير علامات الاستفهام هو مطالبة جماهير نادي بروسيا دورتموند الالماني بمقاطعة مونديال قطر دفاعا عن حقوق العمال في الوقت الذي تشير احدث الدراسات التي أجراها المركز الألماني لأبحاث الهجرة والاندماج أن 90 % من سكان ألمانيا يقولون إن "البلاد بها عنصرية".كل هذه الاحداث تستدعي ممن يقفون وراء حملة مقاطعة المونديال بتحري الدقة وعدم تزييف الحقائق حول مونديال قطر حيث تتواصل الأكاذيب والإشاعات والافتراءات" التي يبثها الإعلام في أوروبا في الوقت الذي ترحب فيه قطر بالجماهير من مختلف دول العالم للحضور والاستمتاع بكأس عالم جامعة للشعوب من مختلف الثقافات.والحق ان هذا ما يخشاه من لا يطيب لهم ذلك. هم يدركون ان يد قطر تبدع فيما تقوم به، لهذا هم يضعون ايديهم على جباههم صدمة، وعلى قلوبهم وهم يدركون ان الدوحة ستبهر الجميع.
لماذا تحدث أمير قطر عن حملة غير مسبوقة على الدوحة
مدار الساعة ـ
حجم الخط