اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

'حماس' في ضيافة الأسد


فايز الفايز

'حماس' في ضيافة الأسد

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/24 الساعة 08:56
على مقعده المزخرف بالصدف، التقى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وفداً من حركة حماس ممثلا بالقيادي خليــل الحيــة، مســؤول العلاقـات مع الـدول العربية والإسلامية، ونائـب يحيى السنوار، بالإضافة الى قياديين من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وهي الفرقة الخاصة المتبقية للدفاع عن "فلسطين" في سوريا، وهذه المرة الأولى التي يجتمع بها أطراف من حركة حماس بعد قطيعة دامت أكثر من أحد عشر عاماً، دعمت فيها حركة حماس القتال ضد الأسد وكالت للنظام السوري ما لم يقله مالك في الخمر، عقب معلومات عن استهداف الجيش السوري لمخيمات الفلسطينيين بسوريا حسبما ذكروا.
المعلومات الواردة من إيران تؤكد أن طهران وزعيم حركة حزب الله حسن نصر الله هما من توسط لإعادة العلاقة مع سوريا، وهناك ضلع ثالث هي الجبهة الديمقراطية، وفي خلفية الأخبار نقرأ عن إعادة بناء محور المقاومة بقيادة سوريا مرة أخرى، ومع هذا فإن حماس ظهرت في الفترة الأخيرة بمظهر المفاوض السياسي أكثر منها حركة تحرير مقدس، ولم يكن في خلد أحد أنها ستعود مرة أخرى الى دمشق بعد كل ما جرى، ولكنها السياسة التي لا تعرف مستحيلاً، خصوصا بعد إعادة العلاقات بين دمشق وبعض العواصم العربية، ما يُظهر الديناميكية التي تنتهجها حماس في المقاربات التي تستغلها كمصالح مشروعة.
ما جرى في دمشق، سبق التوقعات في سوق السياسة الإسرائيلية التي لا تزال التكهنات تشي بعودة نتنياهو الى الحكم، وإن حدث ذلك سنعود جميعا الى المربع الأول، ليس نحن فقط ولكن حتى مع السلطة الفلسطينية التي باتت عاجزة عن فتح أو غلق الباب، فهي في حيرة على وقع مستقبل الرئيس محمود عباس بعد ستة وثمانين عاما، فيما تل أبيب تراقب ساعة بساعة كل ما يجري على الساحة الفلسطينية، وتقوم بتنفيذ حروب صغيرة ضد الناشطين الفلسطينيين، وتقتحم مدن الضفة الغربية ومخيماتها لتصفية أبطال المقاومة بكل دم بارد.
ماذا عن عمّان التي فتحت أبوابها للجميع بغية الوصول الى نتائج منشودة علّ هناك أفق سياسي يعيد اللحُمة للفصائل الفلسطينية جميعها، فالملك عبدالله الثاني لم يترك فرصة لاستكشاف ما وراء البرزخ الإسرائيلي إلا وفعلها، ويقدم الدعم للسلطة الفلسطينية كي تبقى متماسكة الهرم والقاعدة في ما تبقى من أعمار المسؤولين هناك، كي يحافظوا على مواقفهم لحماية أمن وسلامة المواطنين الفلسطينيين من جهة ومن جهة أخرى تثبيت الحق الشرعي في المقدسات الإسلامية والمسيحية التي تستبيحها القيادة الإسرائيلية، حتى على منصة الأمم المتحدة حذر الملك من مغبة انتهاك تل أبيب للأوقاف المسيحية ودعم إخراجهم من مدينتهم.
في المقابل فتحت عمّان ذراعيها لقيادات من حماس للتزاور وأكثر من ذلك لإدخال قيادات الى المستشفيات للعلاج ولم تترك خلفهم عملاء استخبارات ليراقبوهم، بل هي لفتات إنسانية غير مستغربة تعامل بها الأردن تاريخيا مع جميع الأشقاء، ومع هذا فلم يخرج علينا أحد من النائمين في العسل ليشكر، رغم أن خالد مشعل أعلن شكره مكررا في كل زيارة مع أنه أردني الجنسية، ولو نظرنا الى البعض منهم فقد كانوا مستخدمين لدى عواصم هي التي أزت النار تحت قدر بشار الأسد، في طهران وغيرها، رغم أن الأردن لا ينتظر التقدير من أحد، فهو يسير على مبدأ السيد المسيح في تسامحه مع يهود، ويقتبس الرحمة والإيثار والمحبة من سيد البشر محمد عليه السلام.
لا شك أن عودة حماس للمحور القديم هي مشروعة في دستورهم، ولهم الحق في خياراتهم السياسية والتُقية إن كانوا يحتكمون لها، بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على حركة الجهاد الإسلامي، والحصار الذي تضرب أطواقه على مدن الضفة، وقتل الشباب الثائر ضد الظلم والعدوان يومياً، ولكن لم نسمع لأحد بيننا يستنكر زيارة وفد حماس لدمشق، وتبرز المواقف المتضادة فجأة لتكيل النقد للدولة الأردنية، مع أننا مع عودة جميع العواصم العربية لترميم علاقاتها مع دمشق، وبعيدا عن طهران التي قد يزورها وفد آخر من حماس في المستقبل القريب، بعد أن كانت الضاحية الجنوبية وقائدها ودمشق ورئيسها وطهران وملاليها بالنسبة لهم أعداء يقتلون الأبرياء، فإن عمّان لسوء حظ البعض هي مفتاح البوابة الفلسطنيية التي لن نتنازل عنها.
Royal430@hotmail.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/24 الساعة 08:56