عبدالهادي راجي المجالي
أنا غاضب، هل تعرف معالي الوزير لماذا أنا غاضب؟ ... خليني احكيلك ليش ..ولدت في الكرك وحين كنت طفلا ياما زرت مع أمي المقامات، وصلينا هناك وكانت النساء في لحظة تعتقد أن زيارة الأبرار الأطهار الأخيار.. من ال البيت فيها شفاعة.. وكنت أقرأ في الكتب عن جعفر، وكيف قطعت يده اليمنى، ومن ثم اليسرى.. وكيف احتضن الراية بزنديه.. وحباه الله جناحين بدلا منهما.. يالله من أي طينة جبلت أجسادهم؟.. وكيف أسسوا في التاريخ نهجاً للبطولة ...
وكنت أعبر من قرى البرارشة، ويقولون لي هنا ولد مسلم قاسم مطير .. أنا لا أعرفه ولكن أبي قال لي القصة:- قال لي أنه كان ضابط الإشارة الذي يعطي المدفعية مواقع القصف، وفي معركة الكرامة اخترق خطوط العدو، وحين طلب منه القائد تمرير إحداثيات رماية المدفعية.. أخبره أن يرمي حيث موجة اللاسلكي تبث، بمعنى اخر أن يرمي.. حيثما يقف مسلم ...سلم الوطن واستشهد مسلم ..
وحينما كنا نمر أيضا، من أول طريق الربة.. كنا نشاهد قبر هزاع المجالي ..هل رأيت يا سيدي الوزير شهيدا، تتحول أشلاء جسده إلى ياسمين وجوري وقرنفل حينما تحلق في سماء عمان.. وبجانيه يرقد حابس، وحابس قاتل بيده وسلاحه.. وقتل من اليهود ما قتل.. وقد قيل أنه في باب الواد وحين شاهد المدد يأتيهم .. صعد من خندقه.. وبدأ يصطادهم برصاصات المسدس.. وفيما بعد، أجهز على ضابط منهم بسكينته ..
وكنت أيضا ..أمر على منازل المدينة القديمة...وكانوا يقولون لنا عاش حسين الطراونة هنا وهذا منزله ...وحسين رجل، اقام للرفض في وطننا صيوانا ..ونهجا، وقد أخبروني بأنه ولد بقلب يعرف الحب ولا يعرف الخوف ..
وفي الكرك أيضا ..في منزل قديم بوسط المدينة، أخبروني بأن سلطان باشا الأطرش سكن هنا حين كان ثائرا، وغادر سوريا ..وفرنسا تطارد دمه، قالوا لي :- بأن زعيم بني معروف ..وعقيدهم، وضع بصمة لسوريا على هذا التراب ..وأفام احتفالا للبارود والهوى ..وأقسم أن لايمر فجر على السويداء وجبل العرب ..وفيها فرنسي ..أو لغة غريبة.
ماذا أقول لك يا وزير خارجيتنا العتيد ..هل أخبرك عن سور القلعة وكيف رمت تركيا الثوار من فوقه ..أم عن قدر الذي استشهد في سوريا مسموما، وظل على عهد الكرك به ثائرا ..يطوف هو بالموت، ولا يجرؤ الموت على الطواف به ...
من يملك كل هذا التاريخ يا معالي الوزير من حقه أن يغضب، وأن ينتقد تصريحاتك الغريبة التي تتحدث عن القانون الدولي.. نحن قانوننا حابس وحسين وقدر ومسلم .. نحن قانوننا أوجده جعفر .. حين أسس للشهداء نهجا ودربا وقرر أن تكون اليد جناحاً والسيف قلماً، وقال لمؤتة :- أيتها الأرض ...من هنا أعلن إنبلاج الدولة الإسلامية الحية والحرة والخالدة..
عرفت ليش زعلان ؟