وأكد جلالة الملك، خلال تسلمه في قصر الحسينية التقرير من رئيس مجلس الهيئة الدكتور مهند حجازي، أهمية التركيز على حماية الشهود لتشجيع المواطنين على القيام بدورهم في التبليغ عن أية شبهة فساد..ولفت جلالته إلى ضرورة الاستمرار في بذل الجهود لتطوير عمل الهيئة وتحسين أدواتها الرقابية، ومراجعة التقارير الدولية ومعالجة أية ملاحظات لتحسين تصنيف الأردن.من جهته، استعرض حجازي أبرز إنجازات الهيئة الواردة في التقرير، والتي تضمنت استرداد نحو 142 مليون دينار من الأموال الناجمة عن أفعال الفساد بشكل مباشر أو غير مباشروبحسب التقرير، فقد تمت إحالة ما مجموعه 197 ملفا تحقيقيا إلى مدعي عام النزاهة ومكافحة الفساد، وبلغت نسبة نجاح الملفات التحقيقية في قضايا الجنايات أمام المحاكم والمحالة من الهيئة 83 بالمائة..ومن النجاح في الملفات التحقيقية والمحالة من الهيئة للمحاكم سانطلق بالحديث ، كرئيس لمجلس ادارة للشركة الاهلية للمشاريع ومطلع على واقع الكثير من الشركات والتي عانت الامرين من الفساد والفاسدين وتبخرت موجوداتها والتي تقدر بمئات الملايين ، سأتحدث كما تحدث الكثير من أبناء جلدتنا ومنذ سنوات عن شياطين الجن والانس وأساليبهم، سأتحدث برسم قلمي ككاتب وعضو لمجلس ادارة لصحيفة الدستور التي اعتز وافتخر بانتسابي لها والتي عانت كذلك كشقيقاتها من الصحف الورقية ،وكمواطن عشت وحييت وتربيت على كلمة صدق هذبنا بها ابي والذي افنى عمره وتاريخه ومستقبله رهن لهذه الكلمة ولتراب هذا الوطن الطهور. ..كلامي عن الهيئة اليوم ليس من باب المديح الممنهج..المخادع المغالط ، بل هو باب من ابواب لباس العدل والإنصاف والشكر لمن يستحقون الشكرمن ابناء الوطن المخلصين القابضين على الجمر.. فمَنْ لمْ يَشكرِ القليلَ لمْ يَشكرِ الكثيرَ ومَنْ لمْ يَشكرِ الناسَ لمْ يَشكرِ اللهَ وهذا أضعف الإيمان..اليوم ما يعنيني كباقي مجالس الإدارات وكمؤتمن على الأمل في إعادة الأموال المنهوبة، وكمواطن مهتم أن نترك الهيئة تعمل وان لا يقف في وجهها احد وان تصل جميع الملفات التحقيقية الى اصدار احكام على كبار الفاسدين قبل صغارهم ، وان يلمس المواطن ذلك باعادة الحق وخصوصا الملفات الواضحة لنا كواطنين و خصوصا التي أثير حولها ذات يوم شبهات فساد ومن العيار الثقيل ،اليوم ما يعنيني ان تكون خواتم الامور مفرحة لنا جميعا وكما يقال الأمور توخذ بخواتيمها لذلك وجب ان تتناغم تقارير الهيئة مع مراحل التقاضي اللاحقة وأن وتعتبر جزء منها ،وان لا يكون هنالك تاخير في مراحل التقاضي لسنوات وسنوات ،وان تزداد الرقابة في اروقة المحاكم على بعض ضعاف النفوس رغم قلتهم، فموظف أرشيف بقصد أو دون قصد قد يضيع عمل وجهد بذل لسنوات وسنوات ،نعم نحن مع أن يدافع المتهم عن نفسه بكل قوة وأن يحاكم محاكمة عادلة، وفقا لسيادة القانون، بحيث يأخذ العدل مجراه وأن يأخذ الوقت الكافي لاحقاق ذلك واثباته ، ولكن علينا ان نفهم جميعا أن استرداد الحقوق بعد سنوات كالذي دفن ماله في الصحراء وجعل عليها إشارة من السماء ، وعندما اراد استرجاعها لم يجد شيئا من ذلك وذهبت ادراج الرياح، فاساليب الفاسدين في تهريب أموالهم كثيرة وكيدهم كان عظيم و كَانَ كَيْدَ الشَّيْطَانِ ضَعِيفاً.