انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مختارة مقالات مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

صحفي أردني يسأل الافتاء: ما حكم ضرب شجر الزيتون بالعصا لإنزال حب الزيتون؟


د. حسان أبو عرقوب

صحفي أردني يسأل الافتاء: ما حكم ضرب شجر الزيتون بالعصا لإنزال حب الزيتون؟

مدار الساعة (الدستور) ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:05
الصحافة هي السلطة الرابعة؛ لأنها تهتم بنشر الحقائق وإزالة الغموض عن المشكلات، وتعين على إحقاق الحق، وإقامة العدل، ورفع منسوب الوعي عند الناس، حيث تعبّر عن طموحاتهم وأمنياتهم، وتسلط الضوء على واقعهم ومشاكلهم وهمومهم، وتقف مع ضعيفهم، وتزودهم بالمعلومات الصحيحة، والمعرفة اللازمة لإزالة غشاوة الجهل عن أعينهم.
لكن ما نراه في بعض الأحيان على العكس تماما، حيث تتعكّز بعض المواقع الإلكترونية على الإشاعات، والأخبار الملفقة أو التافهة لتصنع خبرا مزيّفا أو لا قيمة له، وهي في الوقت نفسه تسيء للمؤسسات والمجتمع قبل أن تسيء لنفسها ولمهنتها المحترمة، لتفقد من رصيد مصداقيتها، حتى يصبح مكشوفا خاليا من كل قيمة.
وربّما تعمّدت بعض المواقع التركيز على مواضيع لا تهمّ السّواد الأعظم من الناس، مما يجعل الموضوع بلا قيمة، ويجعل المؤسسة أمام أعين الناس خارج الزّمان والمكان، والسبب أنه ليس كلّ موضوع يصلح للنشر، وما يصلح له وقته وسياقه وأهميته.
ففي الوقت الذي يعاني منه العالم أزمات خانقة، ويوشك أن يصل إلى حد الهاوية، بسبب أعلام حرب نووية ترفع هنا وهناك، مما يلقي بظلاله على جميع الدول والشعوب، وفي ظلّ أزمات اقتصادية وسياسية وأخلاقية طاحنة، نجد من ينشر فتاوى ربّما تكون مهمة لشخص سائلها لكنها ليست كذلك للجمهور من الناس، مما يسيء إلى الفتوى ومصدرها، والمشكلة ليست في الفتوى ولا مصدرها، إنما المشكلة في إنسان لا يقدر حاجة المجتمع ومشكلاته، ولا التوقيت المناسب للنشر، والمادة التي تستحق النشر فيستفيد منها الغالبية العظمى من الناس.
بالإضافة إلى أسئلة غريبة ترد من بعض الصحفيين لغرض النشر، والمشكلة ليست في السؤال بل بغرض النشر، فمثلا يسأل أحدهم: ما حكم أن يطلب الرجل ممن يريد خطبتها أن تغسل وجهها ليراها دون مساحيق الزينة (المكياج)، وهل يحق له التراجع عن خطبتها إذا لم يعجبه شكلها؟ وآخر يسأل: ما حكم ضرب شجر الزيتون بالعصا لإنزال حب الزيتون؟ وغيرها من أسئلة يرسلها بعض الصحفيين ثم يقومون بنشرها فتنصدم الناس من درجة الوعي، فتطلق لسانها وتتندر على الفتوى ومُصدرها، غير منتبهة لمن سأل ونشر، وهو المتسبب الحقيقي في هذه المشكلة.
على الجميع أن يتكاتف ويتعاون لرفع مستوى الوعي عند الناس، فنحن نتحدث عن حكومات برلمانية، وحياة حزبية، ومطبات اقتصادية، وجو مشحون باحتمالات حرب نووية، فلنرتق بوعينا ووعي الجمهور الذي يتابعنا، كي نحقق شيئا من رسالتنا، وتألف تحية لكل صحفي أو إعلامي يقوم بمهمته على الوجه المطلوب منه، مستحضرا أنه السلطة الرابعة.
مدار الساعة (الدستور) ـ نشر في 2022/10/18 الساعة 01:05