أصبح «الحجابُ القسري» رمزا لنظام الفرد الفقيه الملا خامنئي، الذي ربط العفةَ بالحجاب، ويرى في نزعه، نزعاً لسلطانه.
وبحسب محمد كلبايكاني رئيس جهاز «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» الفاسد السيئ الصيت والممارسة في كل أرجاء إيران، فإن عدد «ذوات الحجاب السّيئ» في البلاد قد تجاوز 50 %» !!إنهم يستخدمون نظام التعرف على وجوه النساء لتحديد كم ميليمترا انزلق الحجاب عن مفارقهن، ولا يعتبرون ذلك انتهاكا للخصوصية، رغم تصريح قائد الشرطة الإيرانية حسين اشتري «ان استخدام هذا النظام لا ينسجم مع حقوق المواطنين» !!لقد اكتملت الفضيحة حين انتشر مقطع فيديو لقوات مكافحة الشغب وفيه يتلمس أحد الضباط جسمَ إمرأة اثناء اعتقالها.ويتساءل الإيرانيون: إن كان هذا ما تفعله شرطة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» في الشارع العام، و في وضح النهار، فما الذي تفعله خلف الابواب المغلقة ؟!قال تعالى: {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} سورة الصف.دخل شهرٌ ثانٍ من الاحتجاجات العنيفة والاضرابات التي تعمّ إيران، لم يرهب الإيرانيين بطشُ باسيج الملالي، التي أردت ما يزيد على 230 محتجاً أعزلَ، والسبب فرض زِيّ بالإكراه على النساء.لقد جاءت النتائج أن الشابة مهسا أميني اضحت أيقونة أممية. وأن حكم «الفقيه» الفردي قد سقط حجابُه وغطاؤه.وأنّ الهتافات تتطور وتتصاعد لتصبح: «الموت للديكتاتور» و»لا للحجاب الإجباري».إنِ اهتزّ نظامُ الملالي، فسوف يسنده «المُلا» حسن نصر الله بقوات التدخل السريع، التي يدفع الملا خامنئي رواتبها آخر كل شهر بالعملة الصعبة، وأحيانا بحاملات البنزين.وإن نظاماً يفتك بشعبه على هذا النحو الجماعي الوحشي المتكرر كل عامين أو ثلاثة، كما يفعل النظام الثيُوقراطي الطائفي الحالي، سيواصل إيقاد نار الفتنة المجوسية بين الشعوب العربية الاربعة، التي يقيم سلطانَه فوق أعناقها، ذلك انّ «السياسة الخارجية، هي دائما، انعكاس تام للسياسة الداخلية» !!