انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات برلمانيات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

بنان الشماسات تكتب: ضانا.. مرّة أُخرى


بنان الشماسات

بنان الشماسات تكتب: ضانا.. مرّة أُخرى

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/16 الساعة 10:09
لا يسعك عند زيارة بلدة ضانا، بجبالها الباسقة وصمتها الخجول، إلّا التوقّف عند تضاريسها وتأمل قدرة الخالق في إبداع صنيعه!.. تلك البقعة الواسعة من محافظة الطفيلة، جنوب الأردن، التي تشهد على تعاقب الحضارات عليها منذ آلاف السنين، من بينها حضارة الأنباط، تعتبر منطقة سياحية غنيّة ومتميّزة توازي في جمالية تفاصيلها وعمق تاريخها مناطق مهمة أخرى كالبتراء ووادي رم؛ لا شيء يُميزّ الأخيرتين عنها سوى أنها تقع في مدينة صغيرة تحتل المرتبة الأولى في نسب الفقر والبطالة على مستوى الأردن!
في كل مرة تعود فيها من زيارة لضانا ستعلق في ذاكرتك صور لا تُنسى.. قممها الشامخة نحو الغيوم، ورسوخ جبالها الصخرية الضاربة في عمق الأرض، قريتها الوادعة الجميلة التي تفيض كرماً وحُبّاً لزوّارها، برغم هجر الغالبية العظمى من أهلها لها إلّا أنك تشعر وأنت تتجوّل في ممراتها الحجرية وبساتينها المثمرة وكأنها مأهولة وتضج بالسكان، كبارا وصغارا؛ ترى آثارهم الموجودة كما هي لتجسد كم كانت حياتهم جميلة بوداعتها وهدوئها، وصعبة في افتقارها لأبسط الخدمات. أمّا مشاهد غروب الشمس الفريد خلف الأفق من أعلى مرتفعاتها وبساط الضباب الأبيض الذي يحجب عن العيون رؤية تضاريسها عند الصباح الباكر، فهي لحظات مثالية للتأمل والاسترخاء.. لا عجب أنها سُمّيت ب "سيدة الدهشة"!
رغم أن المحمية قد اختيرت من قبل مجلة "تايم" الأميركية ضمن أفضل 100 وجهة سياحية في العالم التي تستحق الزيارة للعام 2021، إلّا أن مستوى الترويج لها كوجهة سياحية لا يزال دون المستوى المطلوب، هكذا يرى القاطنون حولها. فبحسب الناشط المجتمعي ومالك مخيم "عين لحظة" السياحي، أحمد السعودي، فإن المحمية لا تزال تفتقر للخدمات السياحية التي من شأنها الترويج لها ورفد المنطقة ككُل بعوائد ممتازة وتوفير دخل وفُرص عمل للعديد من سكانها؛ ويرى أن تأسيس فعاليات وأنشطة بشكل مستمر مثل الطيران الشراعي والمناطيد والإنزالات والمغامرات وإنشاء "تلفريك" سيساهم بشكل كبير في وضع ضانا على رأس الأماكن المميزة على خارطة السياحة في الأردن.
ويُضيف السعودي عن تفرّد ضانا عن غيرها، أنّ ما يُميزها هو ارتفاع نسبة نقاء الأكسجين فيها، واحتوائها على مناخات متنوعة لأربعة أقاليم جغرافية حيوية ممتدة من قرية القادسية وحتى البحر الميت؛ إقليم البحر الأبيض المتوسط، وإقليم الصحراء العربية، والإقليم السوداني، والإقليم الإيراني، إضافةً إلى احتوائها على نسبٍ عالية من معادن النحاس والحديد في صخورها والمئات من الأنواع النباتية والحيوانية المهمة والنادرة.
لكن كل ذلك، على أهميته، لا يكفي، فلا تزال هذه البقعة الجميلة والمتنوعة بثرواتها الطبيعية تعاني من ممارسات الصيد الجائر، مما يهدد بانقراض بعض الأنواع الحيوانية النادرة على مستوى العالم، بالإضافة أيضاً لنقص الاهتمام بنظافتها رغم جهود المتطوعين من المجتمع المحلي هناك بالقيام بحملات لجمع النفايات بين الحين والآخر، يقول السعودي.
حماية هذا المخزون الهائل من الثروات الطبيعية أولوية قصوى، فهو لا يعود بالنفع فقط على سكان المحافظة بل على الأردن ككل، إضافةً لأهمية العمل على تحسين عوامل جذب السياح من داخل وخارج الأردن.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/16 الساعة 10:09