انتخابات نواب الأردن 2024 اقتصاديات أخبار الأردن جامعات دوليات وفيات برلمانيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

نَعَم هُمُ الأُرْدُنِيّونَ. لَا هَانَتْ كَراماتُهم أبَدَ الدَهرِ.. ولَا هَانوا..

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/26 الساعة 19:48
حجم الخط

محمد رفيع

_ دَائماً، كانَ يَصحُّ منهم العَزمُ. فإنّ أبى الدَهرُ، فإنّهم يَعصمونَ الوجوهَ بـ(كوفيّةٍ حَمراءَ)، أو ما تَياسَرَ، ويُشيحونَ بها في الريحِ، أو حيث تَوافَرَ النأيُ، كَي لا يرى أحدٌ ملامحَ رجالٍ أعياهُم الدَمعُ، فَحبسوهُ في المَحاجر..!؟
_ واليَوم، تَخذلُهم سِياسةُ (صِغارٍ، وصَغارٍ..!)، كما لم تفعل من قَبل. وتَطعَنُ كَرامَاتهم الفرديّة والجَمعيّة. بل وتغوصُ عَميقاً في شَخصيّتهم الوطنية الجامعة، التي أعلوا تقاسيمَ خُشونتها وصَلابتها طوالَ المئة عامٍ الماضية. نَعم تغوصُ كَسكّينٍ في لَحمٍ حيّ..

ولكن متى كان الأردنيّ لا يَعُضُّ على (مِلحِ الجُرحِ..) ويُواصلُ المَشيَ، مَرفوعَ الهَامةِ، غَيرَ آبهٍ بمَن تَصاغَرَ أو قبلَ الصَغارَ لنفسه ولغيره..!؟

فَعثَراتُ خيلِ البلادِ يَعرفها الرجالُ والفرسانُ أكثرَ من غيرهم. وجِراحُ الوجوهِ، يَعرفُ الأردنيونَ، أكثرَ من غيرهم، كيفَ يُحيلونها إلى علامات فخرٍ وبطولةٍ فارقة..

هكذا كانوا، وكان تاريخُ رجالِهم. وهَكذا سَيكونون، ويَبقون؛

شَرَفاً للعُروبةِ أبَدَ الزَمان.. يَا رَبُّ فاشهَد.
_________

(نَعمْ؛

إنّهم «أُردنيون مِن غير سوء..»؛ بيضاءٌ أياديهم وسيوفُهم. عربيةٌ قلوبُهم وعقولُهم.

فَلِلّهِ التوحيدُ في الأعالي، ولِلعربِ والأمّة البقاء، وللأردنيين «بياضٌ ناصعٌ..» مِن غيرِ سُوء).
_________

أُردنيون مِن غير سوء.. (2006)

_ (حينَ حاولَ أحدُهم كَبحَ تضامنَ الأردنيين مع اللبنانيين في حرب تمّوز/يوليو 2006..!؟))..

................

لا يستطيع أحد، ومهما كان، أن يسلَخ عن الأردنيين جلودَهم وضمائرهم وملامحَ وجوههم.

أمسُهُم عَربٌ اقحاحٌ، يُكملون وَريدَ «الرافدين» الدافقِ في المشرقِ، إلى شَرايين «الفينيق» المُحترق في «المتوسط».

وهُم تدرُّجُ الفُصحى في الحكمة «والتوحيد اليماني»، إلى توحيد «حجازهم» ودينهم، وحتى «عربيتهم» الشمالية في بلاد الشام.

فمِن العرب «البائدة» إلى «العاربة» «والمستعربة»، ظلّ أهل هذه الأرض، وناسها، امتداداً لأمّتهم، من «يمن» سيف بن ذي يزن وحتى «لاذقية» الملك قدموس و«ذي كرب»، ومن «الحارث الرابع» وحتى «ظاهر العمر» الزيداني.

لن يُزوِّرَ الناسُ هنا ضمائرَهم، ولن يُغمضوا عيونَهم عن فاشيّة الجلّاد غربيّ النهر، ولن يكونوا شُركاء في «الفُرجة» على لبنان وشعبه يُذبح أمام أبصارهم.

إنّ تكاثرَ وتراكمَ أرتالِ «الطابور الخامس»، من كَتبةٍ وأبواقٍ وردّاحين وشتّامين و...، ...، لن يشوِّه وجدانَ ووعي الأردنيين، الذين لم يكونوا يوماً إلا مع أمّتهم وقضاياها ومصائرها. فالتذكير بالهزائم في زمن الحرب، وإعادة «الَّلطم» على ركامها، وكلّ التشكيك بالأمة، لن يفلح في تيئيس الإنسان الأردني، ولن يفلح في تغيير وجوه الناس وأسمائهم وعناوينهم.

وإذا كانت الأمة، الآن تمانع في موتٍ يُراد لها وتستعصي عليه، في لبنان والعراق وفلسطين، فسيظلّ الأردنيون هناك، عند أمتهم التي تمانع وتقاوم، مهما تراكمت الهزائم، ومهما تكاثر الندّابون.

_________

فطُوبى لَه. وطُوبى لَهم؛ أردنّ وأردنيون..

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/26 الساعة 19:48