اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/12 الساعة 01:52
أريد أن أكتب عن استطلاعات مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية..
الأردني قلبه أداة قياس أكثر من كل أدوات القياس التي عرفها البشر, يكفيه أن يشم الجميد حتى يعرف إن كان من الكرك أو (تقليد), والأردني إذا تذوق اللحم يعرف هل هو (جدي) أم (خروف).. ويحدد المنشأ: روماني, بلغاري..
الأردني أيضا هو الوحيد في العالم, والذي حين يرى طفلا يقول: (العيل فتح) ويتنبأ بمستقبله وهو الوحيد الذي يستطيع أن يحضر فاتورة طعام رئاسة الوزراء وينشرها على الفيس بوك, ويستطيع أن يعرف كم جاهة حضر الرئيس منذ توليه المنصب, وكم جاهة اندلعت هذا الصيف... ومن تزوج بالسر من المسؤولين ومن سافر ومن حضر..
الأردني أيضا هو الوحيد الذي, يحدد مدة بقاء مجلس النواب... هو الوحيد الذي يستطيع أن يعرف مساحة منزل المسؤول الفلاني وبالمتر المربع, وحجم الاعتداء على الشارع.. وهل احترم الارتدادات أم لا, وهو الوحيد الذي يستطيع أن يعرف أين تناول خليل عطية العشاء أمس, وهل حضر مفلح الرحيمي إلى ساكب يوم الجمعة ولبى دعوة أحد الأصدقاء أم لا... والأردني هو الوحيد الذي يعطيك تقريرا مفصلا عن جلسة في مزرعة بعيدة حدثت وحضرها بعض النواب وثلة من الصحفيين..
الأردني أيضا هو الوحيد الذي يستطيع أن يخبرك من زار مصطفى حمارنة من الصحفيين هذا الأسبوع, وماذا أعد لهم على الغداء, ويستطيع أن يعطيك موعد نوم الدكتور مصطفى.. وماذا تناول صباح الأحد على الإفطار, ويستطيع أن يخبرك رقم سيارة أيمن الصفدي... وأيضا يستطيع أن يخبرك بقيمة فاتورته هذا الشهر من الكهرباء..
الأردني أيضا يستطيع أن يخبرك عن اسم السيدة التي طبخت (رشوف) لدولة عبدالرؤوف الروابده هذا الأسبوع, ومن اجتمع عند عون الخصاونة على الغداء في الإسبوع الماضي, وماذا قال نضال البطاينة عن الحكومة في جلسة مغلقة... ويستطيع أن يخبرك بأسماء الأردنيين الذين غادروا إلى تركيا الأسبوع الماضي لزراعة الشعر.
مادام بلدنا صغيراً وكل شيء فيه يعرف قبل حدوثه, فهل نحتاج لمركز دراسات يخبرنا بأن 68% من الشعب الأردني لا يثقون بالحكومة؟
قلب كل أردني هو مركز دراسات بحد ذاته, أنا قلبي مركز دراسات... أنا أقرأ العيون والأهداب, وأقرأ الوجه... والكحل, أنا أيضا اشم التراب في حوران, واعرف طعم الهواء إن مر على خد صبية... كيف لمن كان قلبه مفتاح الدنيا والمجهر الذي يقرأ حركتها, كيف لهم أن يعطوه دراسات مؤلمة وغير واقعية..
للعلم فقط ذات المركز أصدر في سنوات مضت دراسات تؤكد أن الأردنيين مع عملية السلام.. وهو ذات المركز الذي أصدر دراسات تؤكد أن الأردنيين ينقصهم التفاؤل بالمستقبل..
نحن لا نحتاج لدراسات عن الحكومات, بقدر ما نحتاج لمن يقرأ قلوبنا... فهل يستطيع هذا المركز قراءة القلب؟
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/12 الساعة 01:52