نشاهد او نسمع يوميا عن آلاف الحالات في كافة أنحاء العالم من العنف السياسي، والاقتصادي، والجسدي، واللفظي، والجنسي، وحتى الرياضي.
العنف هو عنف مهما كان المسمى، والعنف جزء لا يتجزأ من آلية عمل المجتمع فكل نوع من الفئات اعلاه مرجعيته العنف الاجتماعي والذي يولد من الفقر والبطالة والحاجة لتعبئة الفراغ الداخلي للانسان وغيره من العوامل.
الفراغ هذا يمكن تعويضه بنشاطات وفعاليات اجتماعية وثقافية ورياضية، لكن هنا تحتاج الى منظومة متكاملة تعمل في هذا الاتجاه لتوفير مثل هذه الانشطة وتنسيقها من اجل خلق جيل واعٍ ومثقف لا يهمه بأن يستخدم العنف كوسيلة تعبئة هذا الفراغ.
هنالك أيضا "مدمنو" العنف الذين مهما فعلنا، سيجدوا مبرراً حتى يمارسوا العنف لانه جزء من هويتهم، ولا تستطيع الا أن تحرمهم من الفعاليات او الانشطة التى تعزز تواجد هذا العنف او اللجوء الى العقاب بموجب القانون.ونظرا للاحداث الأخيرة التى شوهدت في القويسمة، نأتي الى العنف الرياضي بالأخص ونتساءل لماذا المجتمع ينصدم من مثل هذه التصرفات عندما مستوى الاجرام يزداد، مستوى "البلطجة" يزداد، مستوى عدم احترام افراد المجتمع، الجار، الاخ، الاب، الام يزداد. العنف يكبر عندما ندعه، العنف يُعزز عندما نطبق نظرية "حكم القوي على الضعيف"، عندما ندافع عن أشخاص يخالفون القانون او يرتكبون جريمة ونطالب بحق هذه الاشخاص.
العنف يصبح جزءاً من حياتنا اليومية عندما الأطفال الذين أعمارهم 4 و5 و6 سنوات يلعبون في الشوارع حتى ساعات الليل المتأخر، عندما بعد الافطار في شهر رمضان المبارك يتركون يذهبون الى الاسواق التجارية لوحدهم دون اشراف من الاهالي.
الى متى سنكتفي بنظام الفزعة، الى متى سنكترث لا لكيفية اصلاح انفسنا والمجتمع اخلاقيا بل لوم الآخرين على مصائبنا، الا يرتبط هذا بذاك، بالتأكيد، لكن وللاسف نعتقد بان إخفاء الشئ ينهي الموضوع وهنا نقع في فخ الانكار.لماذا لا نعزز المنظومة الأخلاقية في المجتمع، لماذا لا نطالب بتطبيق القانون بعدالة ومساواة للجميع، لماذا نذهب الى الصلح العشائري ولا نعزز مفهوم سيادة القانون، الا تكفي شهادتنا الجامعية وغيرها من الشهادات بأن تتطور الامور في الأردن وتحل في نظام كامل متكامل. الا يكفي اننا في موقع جيوسياسي لا يسمح لنا بأن نكون "كل واحد في واد" والاستيعاب بأن في الاتحاد قوة. الى متى سنسمع عن مقتل او تدمير ممتلكات او حرق منازل او جلوات او رمي الحجارة من الاسطح او عبارات عنصرية من فلان او علان. الا نفهم بأننا في هذه الايام والسنوات الصعبة كلنا معا في نفس القطار، او اقلها الأغلبية العظمى.حان الوقت لتغيير عقلية المجتمع وتعزيز دور كل فرد من هذا المجتمع في هذه المهمة من اجل وطن جميل ومجتمع اجمل.