اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عن الفيصلي


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

عن الفيصلي

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 01:12
تأخذ انتخابات النادي الفيصلي صدى في الإعلام, أكثر من انتخابات مجلس النواب.. وتأخذ جانبا من حديث المجالس أكثر من التغييرات المرتقبة في سلك الدولة, والأهم أنها تحظى بتكهنات وتوقعات أكثر من انتخابات النقابات والغرف التجارية.. وحتى نقابة الصحفيين, والسؤال.. لماذا؟
ربما لأن الفيصلي حين تندلع له مباراة فإنه يستطيع أن يجمع الألوف على المدرجات, ويجمع مئات الألوف خلف الشاشات... بالمقابل أكبر الأحزاب لدينا لا تستطيع جمع ربع أو عشر ما يجمعه الفيصلي... ولأن عمر الفيصلي في الدولة الأردنية يتجاوز الـ (80) عاما بالمقابل الأحزاب ومجالس النواب والنقابات ما زالت أعمارها صغيرة.. وربما لأن الفيصلي يمثل الشغف والطموح, بالمقابل بعض المؤسسات لدينا تمثل المحسوبية والتنفيع والإثراء..
الأمر الاخر تستطيع أن تجلس على المدرج مع فتى جاء من الزرقاء ويخبرك أنه من (بني حسن).. ويترك كرسيه ويجلسك مكانه, ويذهب لشراء الماء لك, ويلتقط معك صورة (سيلفي).. ويحبك لأنك (فيصلاوي), ويذكر لك مقابلاتك على التلفاز والمقالات التي كتبتها عن الفيصلي... تستطيع أن تغادر في الشوط الثاني إلى الصفوف الخلفية ويأتيك طالب جامعة اسمه معاذ من السلط, ويطلب منك أن تكتب عن ظلم (الحكم).. ويلتقط معك سيلفي, تستطيع أن تجلس في المكان الذي تحبه, وتتذكر الجماهير الفيصلاوية لك.. كل صغيرة وكل كبيرة فعلتها لأجل الفيصلي.
بالمقابل في العمل الرسمي إذا أخطأت فـ«الفيس بوك» بانتظارك, وجماعة البث المباشر من الخارج في انتظارك والسوشيال ميديا جاهزة لنحرك... الفيصلي يسامحك إن اخطأت, حضورك على المدرج وحده يمسح كل خطاياك.
منذ أكثر من (30) عاماً وأنا اجوب أروقة هذا النادي, كان يداهمني في وجهه الجميل ولدغته الطفولية المرحوم (حنا فراج).. الذي ظل دوما على المدرجات ولم يتركها, وكنا دائما نشتاق لعقال وشماغ (ابو أنور الوريكات) الذي عاش في النادي وكان من رموزه, كنا دوما نحن لغضب (ابو سلطان الكباريتي) الذي حضر جميع المباريات بالدشداشة, غاب عن العقبة كثيرا ولكنه لم يغب يوما عن مباراة للفيصلي.. ونايف المعاني الذي عاش ومات وهو يؤكد لنا أنها ليست صبغة بل هو لون شعره الحقيقي..
بالطبع تأخذ انتخابات الفيصلي كل هذا الصدى, لأن أعضاء الكتل والإدارة الحالية هم من الجدد على العمل الرياضي.. لم يعاصروا ما عاصرنا, لم يحضروا البيانات التي كانت تكتب خفية, ونصدرها علانية.. لا يعرفون ماذا يعني هاتف الشيخ سلطان الليلي, والذي يطلبك فيه أن تحضر على عجل لأمر مهم... لكنه التغيير الذي يجب أن نواكبه.
الفيصلي تجربة تقرأ للأحزاب, للبرلمانات, للمؤسسات.. تجربة العمل الجماعي والالتقاء حول الطموح والشغف والقوة, والرغبة في النصر.. تفشل التجمعات لدينا في حين يبقى الفيصلي هو التجمع الوحيد الذي لا يقبل الفشل أبدا.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/10/11 الساعة 01:12