ننام ونصحو وأعيننا تترقب الأخبار على صفحات السوشال ميديا هل من جريمةٍ مروعة تهز مجتمعنا البسيط !، وقد تختلف الأسباب التي تجعل الإنسان يسلب إنساناً اخر أسمى حق له بالوجود بهذا الكون ألا وهو حق الحياة ، ولربما بعضها مرتبط بحد كبير بالمؤثرات النفسية العميقة التي تلعب محوراً مهما في الجريمة، تسألني كيف !
المؤثرات والعوامل النفسية من أخطر ما يكون على النفس البشرية فبسببها تجعل الشخص يذهب لطريق القتل او الاندماج بالمخدرات او اي سبيل يُعمي عينيهِ ليرتكب جريمة بكل دمٍ بارد، وما يترتب علينا أن نوجه بوصلة الإصلاح نحو هذا المحور بكافة تفاصيله ولنبدأها بمكون الأسرة الفتاة والشاب .
قبل ان نجري تحليلاً للدم في فحص الزواج علينا أن نسن قانوناً يشرع الفحص النفسي لكلا الزوجين قبل الارتباط وتحديد ما أن كانوا قادرين على تكوين أسرة ذات نسيج اجتماعي يتكافل بالحب والسلام لمحيطه ام لا، فكم جريمة حصلت من ازواج لزوجاتهم او لأطفالِهم والعكس كذلك او آتوا لنا أطفالا يصاحبهم مؤثر نفسي ألا يجعلنا ذلك ان نعمل بجد على محور تكوين أسرة ناجحة نفسيًا! ويطول الحديث، فكم من أسرة تفككت وأنتجت لنا أفرادا غير صالحين للمجتمع ولربما عاثوا فسادًا كبيراً، وكم من أسرة انتهت بالقتل على يد احد افرادها!
والمحور الثاني إعداد وتأهيل أخصائيين نفسيين وتوسيع دائرة أعمالهم بأساليب حديثه مبتكرة يعملون على رصد الحالات بالمجتمع والعمل على معالجتها قبل ان يتفاقم المؤثر النفسي لحالة مستعصية، ان يبثوا الأمان للمتعالج وفهمه وغمرهُ بالحب والسلام وتعزيز ثقتهِ بنفسهِ من خلال اعطاه مهمة مجتمعية يشعر ويعود لنفسهِ الإنسانة او اي خطة عمل أخرى، والأهم العمل على كسر حاجز وثقافة العيب من الذهاب للأخصائي النفسي وانه لابد من معالجة النفس البشرية ويكون الحل لكسر هاذ الحاجز من خلال مناهج التعليم والبيئة الدراسية المحفزّة ، ولا ضير لو تواجد الأخصائي أيضا مع المرشد الاجتماعي.
اذاً علينا العمل بجد لنرقى بمجتمعاتٍ إنسانة بطبيعة بشرية حيث يقال بإن "العلاج بالعمل هو أحدث الوسائل للقضاء على الأمراض النفسية والتغلب على المشاكل التي تعترض إنسان هذا العصر"