الأردني الاخرس يرثي ابنته بكلمات مؤثرة

في ذكرى مرور السنة الأولى على فراقك يا حنيني الأبدي، يرتجف القلم في يدي، وتنهمر دموع الأوراق التي احتضنتها بين كفي لأخط على صدرها كلماتي إليكِ، فهل تصلك أصداء أوجاعي حيث أنت الآن بين يدي الرحمٰن؟!
هل تعلمين يا حنين، أن طعم الماء قد غادرني وغادر والدتك منذ رحلت عنا، وأن ذلك الإحساس بالظمأ لم يعد يطفؤه ماء نبع ولا جريان نهر؟!!
أوتعلمين يا شقيقة الروح، وعرق القلب، أن طيفك لا يغادر أجفاني، وأنني ما أزال كل ليلة أدخل حجرتك، وأتفقد فراشك خوفاً عليك من برد الشتاء أو حر الصيف، هل تعلمين أنني ما أزال كل يوم، أتلفت بحثاً عن وجودك حين نجتمع على مائدة الإفطار صباحاً، أو حين نتحلق حول وجبة العشاء في المساء؟!
أوحقاً تعلمين يا حنين، أيتها الدمعة المعلقة ما بين أهداب عيني وعيني، وأيتها الآهة الساكنة ما بين جدران قلبي وجلدي، أوحقاً تعلمين أن كل شيء قد تغير طعمه منذ غادرتنا إلى السماء، فلم يعد للهواء تلك الرائحة الزكية، ولا للخبز ذلك العبير الرائع، ولم تعد العصافير تغرد عند الفجر على حافة نافذتي، وتوقفت تلك الفراشات عن زيارة حديقتنا.
حنين، يا وجع العمر الجميل، ويا ضحكة الحياة الرقيقة، نرسل رسالتنا هذه لكِ، علها تكون دعوة لكِ عند رب العالمين، أو تشفع لك في جنات النعيم، نرسل لك هذه الرسالة، ونحن نعلم أنها سوف تصلكِ، ونعلم أيضاً أنكِ تنتظرينها منا، وأنتِ على ثقة من أنني ووالدتك لم ننساكِ يوماً ولن نفعل، نستودعك الله يا صغيرتي، وإلى لقاء معك يوماً بين يدي الرحمٰن، في جنات النعيم بإذن الله، والسلام عليكِ يا حلوتي ورحمة الله وبركاته
التوقيع: والدكِ ووالدتك
محمد الأخرس