مدار الساعة – نهار ابو الليل - سقطت الرواية الحكومية في المؤتمر الصحفي الذي تحدث به ثلاثة وزراء حول حادثة السفارة الاسرائيلية في عمان وذهب ضحيتها مواطنان اردنيان على يد اسرائيلي يعمل بالسفارة، اذ لم تقنع الرواية الشعب الاردني لاعتبارات كثيرة سيتم عرضها بحسب متحدثين تابعوا وقائع المؤتمر ووصفه بعضهم بـ الهزيل ..
الشارع الاردني وبما آلت اليه حادثة السفارة من نتائج مخيبة لآمالهم وفي مقدمتها مغادرة الجاني الى اسرائيل دون ان تتخذ الإجراءات التي توازي فعلته المشينة والعقوبة التي يفترض ان تقع عليه، ما يزال – الشارع – يشعر بالصدمة وان الجاني سيفلت من عقوبة القتل التي ارتكبها مهما كانت الذرائع التي سمحت له بالمغادرة.
ليس هذا فقط، بل يتحدث الأردنيون، عن "كرامة" مواطنين أهدرت، دون ان يدروا ما المبرر لذلك.
ورفض النائب صالح العرموطي توضيح وزير الخارجية وشؤون المغتربين ايمن الصفدي في المؤتمر الصحفي بأن القاتل الاسرائيلي في حادثة السفارة الاسرائيلية يعمل دبلوماسياً وليس رجل أمن، حيث قال العرموطي ان هذا من اختصاص القضاء باعتبار العملية جرمية تستوجب التحقيق والمحاكمة.
وقال العرموطي في تصريح لـ مدار الساعة "وبما ان الحادث وما نجم عنه من قتل على الارض الاردنية، فإن محاكمة الجاني يجب ان تكون على الارض الاردنية الى ينهي القضاء اجراءاته، وليس ان يذهب القاتل الى اسرائيل ويستقبل من رئيس الوزراء والحكومة الاسرائيلية استقبال الابطال ويستفز به مشاعر الاردنيين"
كما بين العرموطي "ان رجل الامن الاسرائيلي لا تطبق على حالته القوانين الدولية واتفاقية فيينا كونه دبلوماسياً كما يشيع الاسرائيليون لإفلاته من العقاب، وانه في جميع الحالات ان يسجن باعتباره قام بجريمة قتل، لا ان يكون طليقاً".
الدكتور ذوقان عبيدات امين عام سابق، قال: تابعت وقائع المؤتمر الصحفي الذي تحدث به الوزراء الثلاثة وتركز على القانون الدولي ورجل الأمن الذي يحمل جواز سفر دبلوماسياً حسبما بينه وزير الخارجية ايمن الصفدي، وأسئلتي هي: كيف يثبت للمواطن الاردني صحة ان هذا الرجل دبلوماسي وليس رجل أمن؟ وكيف يثبت طريقة اعتداء الشاب المجني عليه على الدبلوماسي الإسرائيلي، ولماذا اطلق الأخير الرصاص على الطبيب الاردني الحمارنة ؟
وأضاف عبيدات ان اي مشكلة يتم حلها بالتحقيق ويرسل الجاني بالقتل الى بلاده ليعتقل بالسجن، الى ان تتم الاجراءات القانونية ويتم الحكم عليه فهل يسجن الدبلوماسي الاسرائيلي بالسجون الاسرائيلية؟
وقال: هل يمضي القضاء الاردني بإجراءاته دون ضغوطات عليه بحيث تظهر التحقيقات التي جرت مع القاتل الاسرئيلي ودوافع القتل للرأي العام؟
ورأى عبيدات ان المؤتمر كان غير مقنع للشارع الاردني ان لم يكن مستفزاً للأردنيين، كما جاءت أسئلة الصحفيين ضعيفة وركيكة ولم تكن بحجم الحدث مثلما غابت الاجابة عن سؤال يفترض ان يرد عليه وزير الخارجية : اين وصلت قضية الشهيد رائد زعيتر الذي قتله جنود اسرائيليون.