لكل أمة عظماء
سطر التاريخ مآثرهم و أظهر أعمالهم وخلّد سيرهم وحياتهم ليكونوا نبراساً لمن بعدهم في علمهم وعملهم وجهادهم وأخلاقهم ولقد اعتادت كثير من الأمم والملل السابقة على إحياء ذكرى عظمائهم فيخصصون يوماً يوافق يوم مولدهم أو يوم وفاتهم لتذكير شعوبهم وأتباعهم بسير هؤلاء العظماء آملاً ألا يموت ذكرهم ولا تنسى أسماؤهم ولا يندثر تاريخهم.في مثل هذه الأيام وفي شهر ربيع الأول هبت نسائم الخير وأشرق النور وبزغ الفجر وولد سيد ولد آدم رسول الله صل الله عليه وسلّم الرّحمة المُهداة والنّعمة المُسداة والذي قال فيه المولى سبحانه : {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ}.حيث كانت ولادته فتحاً وبعثته فجراً واختياره تشريفا للعرب هدى الله بها العالمين من الضّلالة وعلّم به النّاس وأخرجهم من الجهالة وفتح الله به أعيناً عميا وآذاناً صمّا وقلوباً غلفا وأعزّ به بعد الذّلة.في ذكرى مولدك سيدي يجب على أمة العرب أن تعيد هيبتها وكرامتها ومجدها وعزها ولكي يهدأ اضطراب الكون عليكم ان تعودوا لقيادة الأمم من خلال أن نتأسى بصاحب الذكرى لا ان نتغنى بعيدا عن الخلاف حول جواز وعدم جواز الاحتفال بمولدك وان نسقط تعاليم دينك العظيم على واقعنا ومجتمعنا ودولتنا قولا وفعلا دون تلكئ وتردد وترنح حتى ننهض من السبات والضعف والوهن الذي نعيش لكي نرقى إلى مصاف الدول التي وصلت الصداره كيف لا والمولى سبحانه وتعالى يقول : ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) والا سنبقى في ذيل الأمم نحبوا بسرعة الضفادع.اللهم أرنا الإسلام عزيزاً كل عام والوطن واهله وقيادته بخير