اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

توطين الشباب!


د. محمد البدور

توطين الشباب!

مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/02 الساعة 02:17
كثيرا مايتردد في برامجنا التي تستهدف الشباب مصطلح تمكين الشباب في اشارة الى اتاحة الفرص من امامهم للمشاركة في الحياة العامة ولكن ما وجدته خلال تواصلي مع الشباب في اطار المؤتمر الوطني للشباب ان شبابنا وكأنهم في غربة داخل وطنهم وان حالة من الاحباط والاعتقاد تعتري تفكيرهم انهم لن يتمكنوا من تحقيق طموحاتهم واحلامهم في وطنهم وان تفكيرهم في شرود الى خارج الحدود والى اوطان اخرى.
والحقيقة ليس بوسعنا ان ننجح كثيرا في ادماج الشباب من اوسع باب في الحياة العامة سياسيا واجتماعيا وتنمويا لطالما تفكيرهم مهاجر مما يعلل ان في ذلك من معيقات للشراكة مع الشباب وتفعيل دورهم في مسيرتنا الوطنيه ونحن نرى عزوف لدى كثير من القطاعات الشبابيه عن الانخراط والتفاعل مع برامج تنمية مشاركتهم وما تقدمه مؤسسات الدولة من طروحات تدعو الشباب لان يكونوا حاضرين فيها وقد يصل القصور الشبابي عندا لبعض الى حد التقاعص عن خدمة مجتمعاتهم باي جهد تطوعي..
وامام هذه الحالة من القنوط الشبابي فان في ذلك انعكاسا سلبيا على توجهات الدولة التي تعتبر الشباب العمود الفقري للنهضة والازدهار
نعم قد يكون الشباب انتظروا طويلا وفقدواصبرهم لاجل حصولهم على فرصة عمل او وظيفة تساعدهم على بناء مستقبلهم او لانها وان وجدت لن تكفي سد الرمق لحياتهم فخابت آمالهم٠
ومع ان ثقتنا بعزيمة وهمة شبابنا كبيرة الا ان هناك انعكافا عن التفاعل مع كثير من البرامج الوطنية ذات الشأن العام في مجالات الشراكة السياسية والاجتماعيه والتنمويه وغيرها
ان توطين فكر الشباب لا يتجسيد الا بتوجيه بوصلة تفكيرهم واهتمامهم بقضايا الوطن وتعميق شعورهم بالاعتزاز بوطنيتهم ومواطنتهم الصالحة وتحفيزهم على الاخذ بزمام المبادره والتحلي بروح المسؤولية المجتمعيه واحترام القانون وسيادة الدستور وتعزيز قناعاتهم بأن انخراطهم في الحياة الديموقراطية والاجتماعية انما يحرر تبعيتهم من الفردية والفئوية والمناطقيه ويقود بهم الى الاستقلالية الشخصيه في اطار الديموقراطية والمؤسسية القانونية بعيدا عن الاطار التقليدي الجهوي الذي يتعارض مع متطلبات التغير والحداثة والتطوير وليس من الصواب ان تغفل مؤسساتنا مايعتري شبابنا اليوم من احباط او يأس واثر ذلك السلبي على تقدم مسيرتنا
لذلك ما اعتقده ان توطين فكر الشباب المهاجر خارج الوطن اصبح ضرورة قد نحتاج اليها لانجاح برامج التمكين لان التمكين يحتاج ارادة شبابية ملؤها الانتماء والقناعة والثقة بانهم قادة التغيير
ان توطين الفكر الشبابي ثروة لوطننا واسهام في الحد من ظاهرة الشد العكسي ليس عند الشباب فحسب بل وبالمجتمع بصورة عامة
التوطين الشبابي ان يؤمن الشباب بروح العلاقة الانسانية الساميه مع الوطن لان الوطن يسمو ولا يسمى عليه.
مدار الساعة ـ نشر في 2022/10/02 الساعة 02:17