تعتبر دولة الكويت الشقيقة من أفضل الدول العربية ديمقراطية، فقد تجذرت الديمقراطية لديها وأصبحت سلوكا شعبيا، وهذا التطور الديمقراطي أعطاها ميزة حضارية حيث وفر للدولة الأمن والأمان السياسي والاجتماعي، وأصبح لديها معارضة حضارية قوية، وهذا ما أدى إلى أن يكون الحراك تحت قبة البرلمان، حيث يوجد في الكويت معارضة قوية جدا ولكنها معارضة بناءة تنقل صوت وهموم المواطن بهدف الرقي في وطنهم ودولتهم إلى مصاف الدول المتقدمة سياسيا وديمقراطيا.
أمس الخميس أجريت انتخابات نيابية في جو ديمقراطي حر سادها النزاهة والشفافية والحرية في الانتخاب والاختيار من المرشحين، وكانت نسبة المشاركة عالية جدا، لايمان الناخب الكويتي أن صوته الذي يضعه في الصندوق هو من سيفرز النائب الذي اختاره، ولذلك فإن الناخبين الكويتيين يقبلون على صناديق الإقتراع بنهم وبقوة لقناعتهم التامة والأكيدة بأن الانتخابات نزيهة ونظيفة ولا يوجد أي تدخلات من أي جهة كانت، وقد لاحظنا قوة الأداء البرلماني تحت القوة وهذا ما أفضى الى حل مجلس النواب أكثر من مرة قبل انتهاء مدته الدستورية، ووصل الأمر في الإنتخابات أن ينجح نائبان وهما في السجن، ونجاح المرأة من خلال المنافسة العامة وليس على نظام الكوتا..
الديمقراطية الكويتية أثبتت نجاعتها وقوتها وتتجذر يوما بعد يوم، مما انعكس على تطور الدولة الكويتية وعلى أمنها الوطني حتى وصل الأمر لعدم وجود أي حراك سياسي أو اعتصامات أو معارضة في الشارع، وإنما المعارضة أصبح وجودها تحت قبة البرلمان من خلال الحوار البرلماني الذي ينقل صوت المواطن للحكومة بكل أمانة ومسؤولية وجرأة في الطرح، لذلك غابت المعارضة الشعبية، وتجسدت في مجلس النواب الكويتي، نتمنى أن تكون تجربة الكويت الديمقراطية والبرلمانية نموذجاً يحتذى به في الوطن العربي.