أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات وفيات جامعات وظائف للأردنيين رياضة أحزاب مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية الموقف شهادة مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

في دكانة العطارين: بهارات وحكايات

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ
حجم الخط

كنا صغارا نذهب إلى دكانة " شيخ العطارين " في شارع الحمرا في الزرقاء ، أول ما تقع عينك على لوحة قرآنية معلّقة بصدر المحل " وإذا مرضت فهو يشفين " ، ثمة نساء مصطفات ينتظرن الدور ليبتاعنّ حاجتهنّ ، المكان ضيّق ولكن متسع بالزبائن ، والرفوف ملأى " بالحوايج " ، حتى الطاولة مصطف بها الكثير من الأواني الزجاجية المعبأة بالبذور والحبوب والأعشاب البرية غريبة الأسماء والأشكال ، حتى السقف معلّق به طيور وأفاعي محنطة، كانت تزيد من رهبة المكان .

كثر ما يشدّ المشتري هي الروائح الزكيّة لتي تجذبه من خارج الدكانة ، رائحة البخور وعود الندّ، ربما أتت من بلاد الهند والسند ، وروائح أصنص العطور والعصائر ... هناك من تبحث عن الحنّاء وهي هنا أصلية لا تزول بسهولة ، ربما تشتري بعضا من البهارات وحبة البركة والسمسم واليانسون وعود القرف والهيل والحندقوق والكركم ، وقليلا من جوزة الطيب والعسل.

زبونة أخرى تبحث عن شراء زيت السيرج وتحضر معها زجاجة صغيرة لتملأها به ، وشيئا من الخروع فهو هنا مضمون النتيجة هكذا قالت لها أمها ذات مرة ، هنا أيضا حلقوم وحلاوة وسمن تشتريها الأم لأبنتها التي ولدت حديثا.

هناك من تنادي على صاحب الدكان ، تقترب منه وتوشوش له بسرّها ، يتمتم ثم يغمض عينيه ، ربما أسرّت له بوجعها ، يذهب إلى الداخل ثم يعود بالوصفة ويوشوش لها رغم ضيق المكان وكثرة المشترين والآذان صاغية لكل كلمة، والأسرار مفضوحة!

في دكان العطارين تجد كل شيء ، تجد الدواء لكل داء ، مسكنات الألم من الأعشاب والخلطات ، وبعض التمائم وآيات من القرآن الكريم ، وقليلا من زيت الزيتون المقروء عليه ..

في دكانة العطار ثمة قصص مخبئة وأوجاع خجل أصحابها عن روايتها ، وفيها أسرار نبتت بين البائع والمشتري ضمناها الثقة بالله أنه الشافي على يد شيخ العطارين!

مدار الساعة ـ