حكومة دولة د. بشر الخصاونة نستشعر بأنه قد أصابها نوعا من التراخي أمام هبوب رياح التغيير، فشد رئيس الفريق رحاله نحو المحافظات في جولات تعنى بالتنمية، وهذا يسجل له حيث يملأ هذا الفراغ النفسي ويستنهض الهمم سواءا داخل فريقه أو عند المواطن.
جلالة الملك لن يجعل مصير ثلاثيته كمصير المشروع النهضوي دولة الإنتاج، والذي واجه تحديات مختلفة أعاقت نضجه وإستكماله؛ دخول الوباء كورونا أحدها، ولن تذهب جهود التحديثات السياسية والإقتصادية والإدارية أدراج الرياح لأننا نتحدث عن دولة وأجيال وإستحقاقات، وحتى وإن حصل تشكيل وزاري شامل أو تعديل موسع، فبلا أدنى شك وللأهمية سياسيا وإقتصاديا سيكون كتاب التكليف السامي يرتكز على متابعة الخطط التنفيذية التي جاءت عن إستراتيجيات التحديثات المذكورة. تبين لسيد البلاد خلال العقد الماضي بأن أهم أسباب تعثرنا الأقتصادي وما قد إنعكس عنه إجتماعيا، هو عدم التواتر في عمل الحكومات؛ حيث تجب كل حكومة ووزارة عمل من قبلهم لتذهب جهود وأموال وأوقات بذلت دون فائدة، ويستمر الشعب بمعاناته فقرا وبطالة وعنفا ومخدرات وإشاعات وإحباط الشباب أمام مستقبل معتم.بالتأكيد كان هنالك أحيانا ما يفرض على الوزير أن يضع إستراتيجية جديدة تتماشي مع المستجدات وأن يبدأ خطط العمل من جديد، وذلك لأننا في عين العاصفة سياسيا، إضافة للتسارع في الأحداث من وباء وتغير مناخي وتضخم وحروب وغيرها. الآن جلالة الملك وعلى الرغم من الإنشغال بأمور على المسار الدولي والإقليمي، فإنه داخليا يقرأ الأمور بدقة متناهية جدا، فهو يريد فريقا يحافظ على إرث وزارة د. بشر الخصاونة من خطط تنفيذية نتجت عن رؤى وإستراتيجيات التحديث الملكي، ووزارة تتمتع بالرشاقة وسرعة التنفيذ على كافة الأصعدة ليشعر المواطن بالفرق (خدمات وبنى تحتية وفرص عمل ورفاه ناتج عن إنتعاش إقتصادي يأتي عن مشاريع فيزيائية على أرض الواقع). الرئيس الجديد، أو إن بقي دولة بشر، عليه في المرحلة القادمة القيام بمداخلات جراحية دقيقة وجريئة وسيأخذ حيز ولاية عامة بدعم ملكي لذلك، حيث أنه من الواضح بأن هنالك مستعصيات في طريق إقتصادنا باتت تتطلب جرأة وحزم في بعض القرارات (لن أفصلها هنا)، وإلا فسنواجه الربيع الأردني لا قدر الله تعالى، وأرجو المعذرة لصراحتي؛ فأنا باحث قبل كل شيء وأستقريء المعطيات والمدخلات وقوانين الأمور وأستشرف القادم بعد النمذجة وبناء السيناريوهات. كنانة سيد البلاد غنية بالسهام الحادة الصلبة المستقيمة، والهدف بعيد عنيد ومراوغ، والقوس الآن بيد ملك هاشمي صلب، تجاوز بمملكته وشعبه الأزمات والمخاطر من فتن وحروب وإرهاب ووباء وحمامات دماء. الآن ثلاثية الملك تنتظر التنفيذ لصالح البلاد والعباد، والشعب ينتظر الفرج، والقرارات الملكية القادمة مصيرية.
الملك يبحث في كنانته وثلاثيته تنتظر التنفيذ والشعب يراقب
مدار الساعة ـ