انتخابات نواب الأردن 2024 أخبار الأردن اقتصاديات جامعات دوليات وفيات برلمانيات وظائف للأردنيين أحزاب رياضة مقالات مقالات مختارة مناسبات شهادة جاهات واعراس الموقف مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة

لهيب الحقد

مدار الساعة,مقالات
مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 11:47
حجم الخط

اسماعيل الخوالدة

أولا نعرف الحقد لغة و اصطلاحاً

فالحقد لغة قال ابن منظور: الحقد إمساك العداوة في القلب والتربص لفرصتها. والحقداصطلاحاً: طلب الانتقام وتحقيقه. وقيل: هو سوء الظن في القلب على الخلائق لأجل العداوة

قال الغزالي: "إن من آذاه شخص بسبب من الأسباب وخالفه في غرضه بوجه من الوجوه، أبغضه قلبه وغضب عليه ورسخ في قلبه الحقد عليه، والحقد يقتضي التشفي والانتقام، وقد يحدث الحقد بسبب خبث النفس وشحها بالخير لِعِبادِ الله".

ويتكون الحقد من عدم القدرة على الانتقام أو تفشل النفس في الدفاع عن نفسها مما يحفزها على الانتقام والذي يصبح أسلوبا في حفظ الكراهية ورغبة الانتقام حتى فترة طويلة ورغم تغير الظروف وتغير الاحداث فينموا في النفس كمثل الحياة في الروح.
الحقد والكره لا يولدان الا مستنقع من الشر والدمار والكوارث فكل المجتمعات والاسر (( إلا ما رحم ربي )) لأن من قال هلك الناس فهو اهلكهم لذلك حتما ساقول الا ما رحم ربي تأكد تماما بأنه لا يطعن في سمعتك إلا من يعاني من نار حقد وكراهية وهذا اكبر مرض تعاني منه اغلب المجتمعات واغلب الاسر لاسباب كبيرة اما حالة مرضية بحاجة لعلاج او انسان تمنى أن يكون مثل انسان اخر وفشل ..
والطامة الكبرى ان يكون هذا الحقد دفين في قلب الانسان لسنوات طويلة بل المشكلة الاكبر ان يكون صديق لك يبدي محبته وارتياحة لك وانت بكل بساطة تفرغ اسرارك له لذلك إحذروا من هؤلاء الأصدقاء بل إحسن اختيار صديقك لانه إذا كان من الحاقدين الحاسدين فهو أقوى من غدر الأعداء ..
ولعلاج هذه النار المتوهجة في النفس هو يكمن أولاً في القضاء على سببه الأصلي وهو الغضب. والعلم بقدرة الله والحلم وتذكر فضيلة كظم الغيظ ومجاهدة النفس. ومن العلاج الإقلاع عن الغي وإصلاح النفس. و قد تخمد نار الحقد بهداية الله تعالى لهذا الانسان ويطفئ نار حقده والله تعالى رحيما بعبادة اكثر من رحمة الام بطفلها.

حمانا الله من شر كل حاقد لصديق او لأخ او للبلد التي يعيش فيها بسلام
اختتم مقالتي بقصة (مهاتير محمد) : في عام 1974 كان "مهاتير محمد" ضيف شرف في حفل اﻻنشطة الختامية لمدارس "كوبانج باسو" في ماليزيا،وذلك قبل ان يصبح وزيرا للتعليم في السنة التالية ثم رئيسا للوزراء عام 1981
قام مهاتير في ذلك الحفل بطرح فكرة عمل مسابقة للمدرسين وليست للطلاب وهي توﺯﻳﻊ ﺑﺎﻟﻮﻧﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ مدرس ، ﺛﻢ ﻃﻠﺐ بأن يأخذ كل مدرس بالونة وينفخها ومن ثم يرﺑﻄﻬﺎ في رجله، ﻓﻌﻼ‌ً ﻗﺎﻡ ﻛﻞ مدرس ﺑﻨﻔﺦ ﻭﺭﺑﻂ ﺍﻟﺒﺎﻟﻮنة في رجله، ﺟﻤﻊ مهاتير ﺠﻤﻴﻊ المدرسين ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ ﻣستديرﺓ ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺓ ﻭﻗﺎﻝ:
ﻟﺪﻱ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻮﺍﺋﺰ ﻭ ﺳﺄﺑﺪﺃ ﻣﻦ ﺍلآﻥ ﺑﺤﺴﺎﺏ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﻘﻂ، ﻭﺑﻌﺪ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺳﻴﺄﺧﺬ ﻛﻞ مدرس ﻣﺎﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻆ ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ ﺟﺎﺋﺰﺓ !
ﺑﺪﺃ ﺍﻟﻮﻗﺖ
ﻭﻫﺠﻢ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ اﻟﺒﻌﺾ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻳﺮﻳﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ الآﺧﺮ ﺣﺘﻰ ﺇﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻓﻘﻂ ﺷﺨﺺ ﻭﺍﺣﺪ
ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺤﺘﻔﻆ ﺑﺒﺎﻟﻮﻧﺘﻪ
ﺍﻟﻌﺒﺮﺓ ..
ﻭﻗﻒ مهاتير ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻣﺴﺘﻐﺮﺑﺎً ﻭﻗﺎﻝ:
ﻟﻢ ﺃﻃﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺣﺪ ﺗﻔﺠﻴﺮ ﺑﺎﻟﻮﻧﺔ ﺍلآﺧﺮ؟
ﻭﻟﻮ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻭﻗﻒ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺗﺨﺎﺫ
ﻗﺮﺍﺭ ﺳﻠﺒﻲ ﺿﺪ ﺍلآﺧﺮ ﻟﻨﺎﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ اﻟﺠﻮﺍﺋﺰ
ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻴﺮ ﺍﻟﺴﻠﺒﻲ والحقد ﻳﻄﻐﻰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ، ﻛﻞ ﻣﻨﺎ ﻳﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻨﺠﺎﺡ ﻋﻠﻰ ﺣﺴﺎﺏ الآﺧﺮﻳﻦ.
مع أن ﺍﻟﻨﺠﺎﺡ متاح للجميع، ﻟﻜﻦ ﻟﻸ‌ﺳﻒ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺘﺠﻪ ﻧﺤﻮ ﺗﺪﻣﻴﺮ الآﺧﺮ ﻭﻫﺪﻣﻪ ﻟﻜﻲ ﻳﺤﻘﻖ النجاح.
ﻫﺬﻩ وللأسف ﺣﻘﻴﻘﺔ موجودة ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻴﺔ.

((اللهم احفظنا وإياكم من العين والحسد والارتقاء على ظهور الاخرين وتجعلنا جميعا ممن نحب الخير لغيرنا كما نحبه لنفوسنا))

مدار الساعة ـ نشر في 2017/07/24 الساعة 11:47