قد يختلف الكثيرون على معظم مؤسسات ومسؤولي الدولة الاردنية.. ولكن الجميل في شعبنا الاردني الراقي انه يميز بين النقد البناء والنقد من اجل الانتقاد.. وينصف مَن يعمل لاجل الاردن وشعبه..
وعندما يأتي الحديث عن دائرة الافتاء بقيادة ذلك الشيخ الجليل.. العالِم في الدين.. والقائد العسكري بثوب وقور.. تجد ان النقد يكون ايجابيا غير تهجميا في غالب الاحيان.. فذاك الشيخ الجليل الذي فرض احترامه على كل ذي لب.. ولا تأخذه في قول الحق لومة لائم.. اضفى نوعا من الاحترام لمخرجات هذه الدائرة.. ومكملا مسيرة من سبقه بنكته اللطيفة الخاصة.. فاصبح الجميع يقرأ وياخذ بما يتم نشره من هذه الدائرة العلمية الدقيفة بكل ثقة وتجرد..قدمت هذه المقدمة وكنت اود ان استمر لولا انني خفت ان اطيل عليكم اكثر مما اطلت..وللتذكير فقد اصدرت دائرة الافتاء العام فتوى بخصوص اتفاقية سيداو.. كان لها الصدى الكبير بين صفوف الجميع.. وكان رأيهم واضحا لا لبس فيه.. وعلى الرغم من كل ما يتم قوله ونعته بغير حق لهذه الدائرة.. إلا ان كلمة الحق كانت الاعلى.. ورأي الشرع كان ابلج.. ولم تتردد الدائرة عن اصدار رفضها لبنود هذه الاتفاقية التي تمس اساس المجتمع..فكان هدفا ولا أجمل ولا اروع.. سجلته الدائرة في مرمى كل من يشكك في مصداقيتها..وقبل فترة بسيطة.. وفي هذه الاثناء.. والناس مشغولة في قانون الطفل.. لم تتوانى دائرة الافتاء في الوقوف في صف الشرع غير آبهة لاي رأي.. وادلت بدلوها.. واعلنت صراحة عن رأيها في مشروع القانون.. واوصت بتعديلات والغاء لبعض مواد المشروع.. ولم تكتفي بالكتب الرسمية فحسب.. بل قام سماحة المفتي بلقاءات مع الهيئة التشريعية في مجلسي النواب والاعيان.. واوضح رأي الدائرة بلا لبس ولا مواربة..وكان ايضا هدفا من الأهداف الرائعة التي نتمناها دوما من هذه الدائرة..لا يسعني في هذه العجالة الا ان ارفع العقال لهذه الدائرة بكافة منتسبيها.. وعلى رأسهم سماحة الشيخ الجليل عبدالكريم الخصاونة الذي لو تحدثت عنه مقالات عديدة لما اوفيته حقه..وفي الختام اوجه رسالة الى حكومتنا الرشيدة.. بان يا ليتكم قبل ان تحيلوا اي مشروع قانون الى مجلس الامة.. ان تستشيروا هذه الدائرة والتي هي برأيي صمام امان.. وستكون العون لكم لأللا يتم استفزاز الشعب.. فهم الادرى بما يهم الشعب.. وهم الادرى فيما يوقعكم في المحظور.. فلن يرشدوكم الا لما فيه خير المواطن والوطن.. وهذا ما تعلنوه على مسامعنا وتسعون اليه ليل نهار..ابو الليث..
دائرة الافتاء تسجل هدفا جميلا بعد هدف سيداو..
مدار الساعة ـ