اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

بين الوعي والسطحية


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

بين الوعي والسطحية

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/20 الساعة 01:47
تربينا في طفولتنا على مقالات لانا مامكغ, وحين انتقلنا للعالم الافتراضي صرنا نتداول أحاديث إيمان العكور... ونتداول مقالات ناديا العالول... وحين نذهب لمحاضرة وتتحدث السيدة عبلة أبو علبة نصمت, لأنها من اللواتي شكلن الوعي السياسي النسوي في الأردن ولأنها مناضلة وحزبية حقيقية... ونستمع أيضا للزميلة (ديما طهبوب) التي تتفق أو تختلف معها, ولكنك تشهد لها بالوعي... وتشهد لها أيضا بقدرتها على قراءة المشهد السياسي جيدا.
ونصمت أمام رولى الحروب, تلك التي حين تمسك (المايك).. من الصعب أن تخطئ في النحو أو في صياغة الفكرة, وقبل رولى كانت زميلتنا المرحومة رهام الفرا.. توجع الحكومات حين تكتب.
هل نسيت ذكر سيدة, بالطبع لا أنسى الزميلة فاطمة الصمادي المقتدرة والمثقفة.. والتي صارت مرجعية في العالم العربي لقراءة المشهد السياسي الإيراني, وحين نقول خبيرة فنحن لا نرمي الكلمة في اطار المدح, ولكنها تلقت علومها هناك في طهران ودرست المجتمعات الشيعية كما يجب, لهذا حين تصعد منبر الجزيرة يستمع لها الكل..
النساء في الأردن لم يصعدن ذرى الإعلام والصحافة والسوشيال ميديا, في اطار الاستعراض بل كان صعودهن في اطار الوعي وما زلت اذكر الزميلة رنا الحسيني التي تصدت لنورما خوري صاحبة كتاب (الحب المحرم) والذي شوهت فيه التاريخ الاجتماعي الأردني, ما زلت اذكر كيف دافعت رنا الحسيني عن الدولة والمجتمع بأفضل ما يمكن.
العمل النسوي في الأردن لم يكن قائما على الاستعراض, والمرأة الأردنية لم تكن خالية من الوعي... إيمان العكور ما زلنا نذكرها في بداياتها, حينما كانت تحرج رؤساء دول.. دون أن تهتز لغتها أو تهتز لديها الحجة.
من تريد أن تقدم نفسها عبر منصات التواصل الاجتماعي, الأصل أن يكون الوعي سلاحها.. وثمة فارق بين تنظير سياسي متقدم تخطه سيدات محترفات ينشرن فكراً ووعياً.. وبين (سوالف هابطة) يخطها البعض في اطار البحث عن الضوء... وأنا ادرك أن السطحية أحيانا لها عالمها, ولها مجالها الرحب ولها زبائنها...
المرأة الأردنية كانت بالنسبة لي مدرسة في الإعلام, ولا زلت احتفظ بالود للسيدة محاسن الإمام.. التي عملت إعلامية ومربية وأما.. لم اسمعها في حياتي تسيء لأحد أو تتهم أحدا أو تخرج عن أصول المهنة, وعن منطق الصرامة والقوة... ما زلت اتذكر الزميلة نظيرة السيد التي تقتنص أخبار مجلس النواب بأفضل منا جميعا.. ما زلت اتذكر العزيزة جمانة غنيمات التي قاتلت وقدمت أفضل صورة عن الوزيرة والإعلامية والسفيرة والأم والوطنية المخلصة.
نصيحة فقط.. في الإعلام هنالك الكثير من الفوارق بين (السطحية) والوعي, ولكن يبدو أن البعض ما زال مصراً على امتهان (السطحية).
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/20 الساعة 01:47