مدار الساعة -لم تهدأ أخبار الكوارث والازمات البشرية والطبيعية في الأردن خلال الخمس سنوات الأخيرة بل زادت بعلاقة لوغاريتمية مع زيادة السكان وعدد المركبات وزيادة الازدحام العمران وتقادم المنشآت والطرقات.
اليوم كما بالأمس فجع الجميع بكارثة إنهيار عمارة جبل اللويبدة والمكونة من أربعة طوابق موزعة على حوالي ثمانية شقق سكنية يقطنها حوالي ٣٥ ساكنا .. إستشهد منهم ٩ حتى تاريخه (و صاحب الهدم شهيد) وأصيب ٩ ومعظم الباقي في عداد المفقودين إلا من نجى وكان خارج المبنى.. كارثة أرهقت كوادر النشامى من الدفاع المدني والامن العام وبقية الأجهزة المختصة والذين نزجي لهم أسمى آيات الشكر والعرفان من جهة .و من جهة أخرى فإن أهالي جبال عمان وأحياء الزرقاء: الجوفة واللويبدة والغويرية (مثالا) يتذكرون قصص الكوارث التي تروي روايات الحزن الذي هيمن على الكثير من الأسر الأردنية.ولعل من اسباب حدوث هذه الكوارث تقادم البناء وتجاوز القوانين علما ان العمر الافتراضي للبناء الاسمنتي اذا طبقت فيه المواصفات والمقاييس الدقيقة هو من ٥٠ إلى ٦٠ عاما فقط ونسبة الاستهلاك والتقادم ٢% سنويا.يرافق ذلك مشاكل تلف شبكات الصرف الصحي وتوزيع مياه الشرب التي تنخر بالاساسات وتضعف أساسات المباني والطرق. ولقد سجل جيولوجيا تواجد التجاويف الصخرية الكارستية والمغاور (المساكن والمدافن) الآثارية وخصوصا في جبل الجوفة (والمسمى نسبة إلى وفرة التجاويف والمغر) وجبال التاج والحسين وعمان والقلعة وايضا تحت الطرقات والشوارع الرئيسية كما حدث في إربد انهيار في وسط الطرق في حي البارحة وبلدة كفرجايز وغيرها في مدن أخرى الكثير.ولعل من المهم التركيز على أن عدم معالجة تأكل الاساسات وصيانة البناء بسبب ملوحة تربة الاساسات وقلوية البناء الكلسي (حامض+قاعدة= ملح +ماء) أدى إلى مثل هذه الأزمات والكوارثوللحد من المخاطر والخسائر وتقليلها فإن ذلك مرهون بإزالة وصيانه المنازل المتهالكة والحل لازال برسم التفكير وليس التنفيذ.إن مشكلة المنازل المتجاورة والمتلاصقه يظهر خطرها في حال حدوث انهيارات المباني وتحولها الى ركام وحطام وهذا يمثل شرطا وأساسا في تخطيط الأبنية والمدن والمساحات والمسافات البينية (التهويات) والطرق لتلافي قدم المنشآت وسوء الإدارة و التخطيط.وأخيرا إن تطبيق كودات البناء ومراقبة الصيانة والترميم .. والزام الإشراف الهندسي حال صيانة المباني وإزالة الجدران الداخلية (الحاملة للمبنى) وعدم الاكتفاء بإبقاء الأعمدة والقواعد الاسمنتية يشكل الأساس لمنع حدوث إنهيارات المباني وبالتالي تجنب الأزمات والكوارث وفرض السلامة العامة المجتمعية.
المأوى المتردم والطريق المتهالك: خطران راقدان لا يهدآن في حصد الأرواح (صور)
مدار الساعة ـ
(أ.د. أحمد ملاعبة - الجامعة الهاشمية)
حجم الخط