اعتقلت كينيا (40) سائحا أردنيا, بتهمة التسول.. هل يعتبر الأمر فضيحة؟ أم أنه يأتي في اطار تصدير بعض الخبرات في هذا الجانب, الغريب في الأمر هو أني أحاول للآن أن افهم التكتيكات التي اعتمدوها للتسول في شوارع (مومباسا), هل كانوا يقولون مثلا: (طنيب ع ولياك).. هل اعتمدوا اسلوب إثارة العواطف من مثل استعمال جملة: (والله ما معي ايجار البيت)..
الخبر غريب وغير مكتمل, فالسلطات الكينية تقول: إنهم جاءوا للسياحة, ولكن قراءة ما خلف الخبر تؤكد أنهم ذهبوا للتسول, والأغرب من كل ذلك أن كينيا ليست الدولة الغنية فاحشة الثراء, فحالهم ليس أفضل من حالنا, إذاً ما هو الشيء الذي دعاهم للتسول هناك؟من الممكن أن يصدر أحدهم كتابا تحت عنوان (الشحدة في شوارع مومباسا).. من الممكن أن يصدر أحدهم رواية تؤرخ تلك التجربة بعنوان (ليلة القبض علينا في مومباسا) أو مثلا: (موسم الهجرة إلى مومباسا).. ومن الممكن أن تتولى دار نشر معتبرة طباعة الكتاب, وتقدم دراسة نقدية في الكتاب.. ويتم التوقيع.. ومن الممكن اختيار اشارات وادي صقرة كمكان لعرض الرواية وإدارة الحوار باعتبار أن الروائي (على ملعبو وبين جمهورو).من الممكن أيضا وتحاشيا للفضيحة, أن يُعلن عن أن ما حدث لم يكن تسولا, بل هو تجربة لقياس مستوى تحمل (الشحاد) للتغييرات المناخية, وغياب لغة التواصل.. وأن هذه الدراسة قد حققت الغاية منها, وسيتم نشر النتائج قريبا وباللغتين الإنجليزية والعربية.
على كل حال أنا لا اعتبر الأمر فضيحة, أنا اعتبره مجرد خبرات خارجية.. لا أكثر ولا أقل..
Abdelhadi18@yahoo.com