أخبار الأردن اقتصاديات خليجيات دوليات مغاربيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس مقالات مختارة تبليغات قضائية مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

الردة الاجتماعية الرابعة


عمر كلاب

الردة الاجتماعية الرابعة

مدار الساعة (الرأي) ـ
في اللحظة التي يعيش فيها العالم عصر الثورة الصناعية الرابعة, والتي افرد لها المجلس الاقتصادي الاجتماعي مشكورا, تقريره السنوي للعام 2022, يدخل المجتمع الاردني حالة الردة الرابعة, مع تعاظم طبائع الجرائم الاسرية التي بتنا نعيشها بشكل متسارع ومتواتر, فلا يكاد يمضي شهر الا وتداهمنا جريمة مروعة, ناهيك عن ارتفاع حالات الانتحار.
عشنا منذ مرحلة كورونا وتداعياتها النفسية والاقتصادية, فترة عصيبة دون مراجعة او مقاربة للاثر النفسي الناجم عن الوباء والاغلاقات, ولم تتصدَ مؤسسة رسمية او مؤسسة مجتمع مدني لقراءة الآثار النفسية والاجتماعية لهذه الفترة الحرجة, صحيح اننا انتجنا مقاربات اقتصادية خففت من حدة الاوجاع المعيشية على المواطن الاردني, لكن لم يرافق ذلك مقاربة اجتماعية او نفسية, علما بأننا نعيش حالة استنفار مجتمعي منذ فترة ليست بالبعيدة, اي ان وباء كورونا كما اثقل اوجاعنا الاقتصادية الموجودة اصلا, اثقل اوضاعنا الاجتماعية المحتقنة منذ فترة ليست قليلة.فعنف الجامعات كان ردة مجتمعية حاضرة, وعنف الملاعب اللفظي والعملي حاضر منذ فترة, كذلك ردة المخدرات التي بقينا نعالجها على نظرية المرور والعبور وليس الحضور, والآن نعيش ردة رابعة قوامها الجريمة الاسرية والانتحار المتعاظم والمتزايد, ومن يراجع سجلات دائرة الادعاء العام سيرى حجم ارتفاع هذه الظاهرة المقلقة, فمن يقدم على قتل نفسه لن يتورع عن قتل اي حياة, اي اننا نعيش وبيننا قنابل بشرية قابلة للانفجار في اي لحظة.الثورة الاقتصادية الرابعة, التي كشفت ورقة نظرية اولية اعدها المجلس الاقتصادي الاجتماعي, ان الاستجابة لها في الأردن ما زالت محدودة وغير منتظمة ولا يوجد إطار ينظم عمل هذه الجهود الفردية, تشابه في مجملها الاستجابة للردة الاجتماعية الرابعة التي نشهدها, دون مقاربة علمية ومنهجية, للوقوف على الاسباب واجتراح المعالجات, واغمضت مراكز التمويل الاجنبي ومؤسسات المجتمع المدني عينها عن الظاهرة المقلقة.صحيح ان مجتمعنا ما زال ممسكا على كثير من المسلكيات الحميدة, لكن حجم التراجع والتردي يسير بتسارع, ما يعني ان عناصر الصمود المجتمعية تضعف وتتراخى, امام هجمات السلبية والسوداوية, وتتغذى على البطالة وتنامي الفقر, والاخطر تراجع آمال الشباب الاردني في المستقبل, بدليل رغبتهم العارمة في الهجرة والخروج من الديار التي ضاقت بأهلها, على قاعدة بعيدا عن هنا, وعلينا الاسراع في انتاج المقاربات التي ترفع من منسوب الامل, ومعالجة الاختلالات القائمة بخطوات سريعة, قبل ان نصحو على سلسلة جرائم جديدة او ندخل موجة الردة الاجتماعية الخامسة, فنسبق العالم سلبا.omarkallab@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ