اليوم قرأت مقالاً للاردني احمد حسن الزعبي .. كان عن الهوية وملح الأرض .. صحيح انه بث فيه كماً هائلاً من الوجع الاردني .. إلا انه كان مبدعا في زقزقة العصافير .. منذ سنوات طوييييييلة لم اقرأ لاحمد .. كنت اتساءل لماذا تغير علينا !!؟؟ .. التقيته مرة في قصر العدل وهو يجلس على قضية مطبوعات ونشر .. لمرة تحدثت معه هاتفيا .. هنالك ما شوه نفسية احمد فاختلف سيل القلم .. طلبت منه ألّا يُهزم .. هنالك ما طحنه وهنالك من كسره .. من الداخل ..
الذي هزم احمد .. ما طحنه .. ومن كسره .. وشوهه من الداخل فجعل منه غاضباً حزيناً قد سرق من وجوهنا الابتسامة .. يوماً .. اذكر أنني كنت اشتري الرأي لاقرأ لاحمد حسن الزعبي .. فابتسم .. ولاشاهد كاريكاتير حجاج ونتداول مفارقات مجتمعنا حد القهقهة في شخصية ابو مححوب .. احمد لم يعد احمد .. حجاج لم يعد حجاج .. حتى صفحات الموتى اختلفت علينا .. اسماء الموتى باتت تختلف .. رحل الكايد والفانك والمصاروة ورحل ارث كل منهم معه .. لكن رحيل احمد من الوجدان واختطاف الابتسامة كان الاصعب .. منذ سنوات طويييييلة لم اقرأ او اشاهد لاحمد حسن الزعبي .. واذا شاهدته ازددت استفزازا منه .. نفورا .. كثيرا .. ليس هذا من كان يمتلك ناصية القلم ويتقن بمهارة فريدة تحويل التراجيديا الاجتماعية والسياسية لكوميديا .. ليس هو ابدا .. قبل أيام قرأت خبراً عن منعه من المحاضرة في معرض الكتاب للحديث عن دور الكتابة الساخرة .. حسناً فعل من قام بمنعه فهو لم يعد يمثل تلك المدرسة التي صنعها .. اليوم قد يصلح لمدرسة اللطميات السياسية .. ويكأنه ينقص الأردني مدعاة ألم .. رسالة لاحمد وسبق ان حذرته من الاختطاف .. كنت اشعر قبل عشر سنوات بمقدار التحولات التي طرأت عليك .. خشيتها .. في الحقيقة لم اكن اخشى عليك من اختطاف جوهرك بقدر ما كنت اخشى على ابتسامتي .. استعد ذاتك ان استطعت لنستعيد انفسنا .. لتعيد رسم تلك الابتسامة على وجوهنا .. لذلك احببناك .. لا لمواقفك السياسية .. ولا لنشاطك .. ولا لحملات تضامنك .. ولا لتحديك ( السيستم ) .. فحكمة الله فيه بالغة .. ولا لقولك الحقيقة .. فوجوهها كثيرة .. ولا لأي شيء اخر .. احببنا فيك ابتسامة وجوهنا ..
المومني يكتب عن احمد حسن الزعبي
مدار الساعة ـ