'انهيار جسر لندن'.. إذاً ماتت إليزابيث

مدار الساعة -حققت السلطات البريطانية اختراقاً واضحاً في عملية تفادي الفوضى بإعلان خبر وفاة الملكة إليزابيث الثانية قبل تسربه لمواقع التواصل الاجتماعي منذ انتشار خبر تدهور صحة الملكة ووضعها تحت الإشراف الطبي، مساء الخميس، خلال إقامتها في ضيعة إسكتلندية لقضاء إجازتها الصيفية.
الخطة التي اتبعتها الجهات الرسمية البريطانية ليست جديدة بل وضعت منذ ستينيات القرن الماضي لكنّها لم تكن مفعلة وتضمنت وثائق سرية عن التفاصيل الكاملة لخطة الحكومة بحالة وفاة الملكة.
انهيار جسر لندن
في مساء الخميس إعلان قصر باكنغهام أن الأطباء قلقون بشأن صحة الملكة إليزابيث، تحولت الأنظار إلى المخاوف حول صحة الملكة وتكهنات حول ما سيحدث إذا توفيت وبدأت وسائل الإعلام تتناول مصطلحي "انهيار جسر لندن" و"وحيد القرن" وهما رمزان للتنبيه المبكر عن حالة وفاة ضمن العائلة الحاكمة في بريطانيا، بحسب ما نقلت "الغارديان".
وبعد خبر الوفاة تم إجراء "سلسلة اتصالات" لإبلاغ رئيسة الوزراء بالخبر، بواسطة السكرتير الخاص للملكة كما تم إبلاغ وزير مجلس الوزراء وهو أعلى موظف حكومي بريطاني وعدد من كبار الوزراء والمسؤولين.
وتتدرج الأخبار عبر القنوات الرسمية بإبلاغ الوزراء وكبار موظفي الخدمة المدنية بالخبر، عبر رسالة بريد إلكتروني من سكرتير مجلس الوزراء ليتم بعد ذلك تنكيس الأعلام عبر وايتهول لتصبح نصف سارية عند استلام هذا البريد الإلكتروني. على أن يتم ذلك كله في غضون 10 دقائق من وصول خبر وفاة الملكة.
تزامناً مع ذلك سيتم تأجيل البرلمان والهيئات التشريعية المفوضة في اسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية. إذا لم يكن البرلمان الإنجليزي منعقداً فسيتم استدعاؤه على أن تعلن العائلة المالكة عن خطط لجنازة الملكة والتي من المتوقع أن تقام بعد 10 أيام من وفاتها.
وبدأت وسائل الإعلام البريطانية خلال برامجها اليومية بالحديث عن وجود خطة واسعة النطاق ويطلق عليها اسم "London Bridge is down" تضمنت وثائق سرية، تكشف عن التفاصيل الكاملة لخطة الحكومة البريطانية في حالة وفاة الملكة إليزابيث الثانية يتم بموجبها إبلاغ رئيس الوزراء الذي يعلن إطلاق العملية وبدء تنفيذ الجنازة الأكثر تفصيلاً في تاريخ المملكة المتحدة الحديث.
يونيكورن
هناك دائماً خطة مطبقة في حالة وفاة الملكة في إسكتلندا، تسمى عملية "Unicorn" وتسمى عملية "جسر لندن" عندما تكون مقيمة في لندن تشمل هذه العملية تعليقاً فورياً للأعمال في البرلمان الإسكتلندي حتى تتمكن السلطات من الاستعداد لجنازة رسمية. من المتوقع أنه إذا توفيت الملكة شمال الحدود، فقد يتدفق مئات الآلاف من الأشخاص من جميع أنحاء العالم إلى المنطقة.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" أنه في حالة وفاة الملكة في إسكتلندا، فإن البرلمان وقصر هوليرود هاوس المجاور وكاتدرائية سانت جايلز سيكونان نقاط الاتصال الرئيسية للصحافيين والجمهور ما يعني أن جثمانها قد يسجى في هوليرود هاوس، ليتم بعد ذلك وضع جثمانها في القطار الملكي في محطة ويفرلي وستبدأ رحلة أسفل الخط الرئيسي للساحل الشرقي، وتنتهي في لندن ويُعتقد أن هناك حوالي 3 اجتماعات سنوياً، يشارك فيها أعضاء من الحكومة والشرطة والمذيعون، لوضع إستراتيجية لحدث وفاة الملكة.
48 خطوة
وتوضح الوثيقة أن هناك 48 خطوة يتم اتخاذها، منها أن السكرتير الخاص للملكة السير كريستوفر جيدت، سيكون أول من يعلم بخبر الوفاة، وهو من يتصل برئيس الوزراء لإبلاغه ببدء إعلان عملية انهيار جسر لندن "London Bridge is down".
ويقوم مركز الاستجابة العالمية التابع لوزارة الخارجية البريطانية بإخطار 15 حكومة خارج المملكة المتحدة حيث تتولى الملكة رئاسة هذه الدول، و36 دولة أخرى ضمن الكومنولث، ويتم إبلاغ نقابة الصحافيين، لتنبيه وسائل الإعلام العالمية. ومن ثم يتم تعليق ملاحظة ذات حواف سوداء على بوابات قصر باكنغهام.
بالتزامن مع ذلك كله تقوم هيئة الإذاعة البريطانية BBC بتفعيل "نظام إرسال التنبيه اللاسلكي"، وهو مخصص لموت كبار أفراد العائلة المالكة، وتنشر وسائل الإعلام قصصها وأفلامها ونعيها المعدة مسبقاً. وتبدأ أضواء النعي الزرقاء في الوميض في محطات الراديو التجارية، وسيتحول منسقو الأغاني إلى الأخبار خلال دقائق. أما مذيعو ومذيعات الأخبار فسيرتدون ملابس وربطات عنق سوداء. وسيعلن الطيارون موتها للركاب الطائرات. كما سيتم إغلاق بورصة لندن.
كما تناولت الوثائق تفاصيل استراتيجية الاتصالات الحكومية، خاصة على مواقع التواصل، حيث سيتم تغيير موقع العائلة المالكة ليكون عبارة عن صفحة ثابتة سوداء وإعلان قصير عن وفاة الملكة.
كما يعرض الموقع الرئيسي للحكومة gov.uk شارة سوداء، وكذلك ستفعل كل المواقع الرسمية للوزارات والإدارات الحكومية حداداً على وفاة الملكة، وسيكون الرمز الداخلي لدى الحكومة ليوم وفاة الملكة هو "D".