أخبار الأردن اقتصاديات مغاربيات خليجيات دوليات جامعات وفيات برلمانيات أحزاب وظائف للأردنيين رياضة مقالات مقالات مختارة أسرار ومجالس تبليغات قضائية جاهات واعراس الموقف شهادة مناسبات مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

يا أرباب السياسة هل من مدكر


المهندس مدحت الخطيب

يا أرباب السياسة هل من مدكر

مدار الساعة ـ
رسالة رسمت بحب الوطن وحروفها خطت بصدق الانتماء كتبها المرحوم سعيد تقي الدين لأخيه المرحوم بهيج ، بعد أن عين وزيراً في الحكومة اللبنانية آنذاك
يقول سعيد تقي الدين لأخيه «تحياتي يا أخي بهيج، لقد علمت أنك أصبحت وزيراً في حكومة لبنان الذي نحب، ولقد عادت بي الذكرى إلى أيام طفولتنا الأولى، عندما كنا مساءً بعد العشاء نتسابق لننام في فرشة والدنا المرحوم، وكان يشم رائحة أيدينا إذا كانت نظيفة بعد الأكل ومغسولة ليقبل أن ننام معهوهو اليوم مدفون ويرقد في قبره، وبعد عمر سنكون نحن هناك أيضاً، وقد يشم رائحة أيدينا إذا كانت نظيفة، فحافظ على نظافتها يا اخي ومبروك لك الوزارة».رسالة فيها من الاخلاق والامانة والرجولة ما يكفي، هي العامل المشترك الاكبر لكل غيور ، هي موروث الصادقين المخلصين، باختصار هي نظافة اليد التي غابت عن الكثيرين في هذا الزمان.لا أريد الاسترسال أكثر ولن ادخل في تصنيفات البشر وكأني بهم الناصح الامين، فآداب الناصح والمنصوح باب من ابواب النجاة والتخاطب بين البشر.لم يخل زمان من تصديق كاذب أو تكذيب صادق، أو ائتمان خائن وتخوين أمين وهذا حال الدنيا منذ القدم والى ان تقوم الساعة ..فقد كان فرعون صاحب أكبر كذبة في الوجود، عندما قال للناس أنا ربكم الأعلى، ودعا الناس لعبادته، وزعم أنه يريد الخير لهم والصلاح، وكان موسى أصدق من مر على أهل مصر وبني إسرائيل، ومع ذلك صدق الناس فرعون وكذبوا موسى ، الى ان جاء الحق وقطع دابر المكذبين، وكما يقال تستطيع أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكنك لا تستطيع أن تخدع كل الناس كل الوقت».ومن هنا رسالتي لمن مكن الله لهم في الارض لا تُغلِقَ البابَ وانت في قوتك وسلطاتك امام من حُملت امانتهم، فلعل خيرا ما تختم به حياتك سِيقَ اليك بايديهم وانت لا تعلم..اليوم ما احوجنا الى قادة، يأخذون على الظالم ظلمه ، وينكرون على الفاجر فجوره ويحذرونه من مغبته.. أصحاب قرارات شجاعة في هذه الزمن الصعب فلا يتوانون بالتضحية بالغالي والنفيس من أجل شعبهم وأمتهم..من جميل ما يذكر ما جاء عن عبد الرحمن بن مهدي أنه روى عن شيخه عبيد الله بن الحسن العنبري أحد سادات البصرة وعلمائها، قال: كنا في جنازة، فسألته عن مسألة، فغلِط فيها، فقلت له: أصلحك الله، القولُ فيها كذا وكذا «، فأطرق ساعة، ثم رفع رأسه، فقال: « إذًا أرجع وأنا صاغر، لأن أكون ذَنَبًا في الحق أحب إلى من أن أكون رأسًا في الباطل..فهل من متعظ ؟؟؟
مدار الساعة ـ