منذ فترة لا بأس بها هناك حديث مستمر ودعوات لتطوير العمل الحزبي في الأردن سعياً لتعزيز دور الأحزاب السياسية في العمل العام. لكن يجتاح المشهد الحزبي في الأردن الى تحرّك ملموس على أكثر من صعيد، سواء من خلال السعي الجاد إلى تشكيل أحزاب سياسية جديدة أو تيارات سياسية أو عقد مؤتمرات تُمهّد الطريق الى العمل الحزبي الجاد. في دول العالم الأول أصبحت الأحزاب السياسية جزءاً رئيسياً من السياسة في كل بلد تقريباً، وتطورت المنظمات الحزبية الحديثة وانتشرت خلال العقود القليلة الماضية في جميع دول العالم الأول. أما في الأردن نشأت العديد من الأحزاب السياسية الجديدة في العقدين الحالي والسابق، وعلى الرغم من أنّ الكثير من هذه الأحزاب سعت للعب دوراً نشطاً في المجتمع المحلي السياسي، إلا أنّها واجهت صعوبة وعدم نجاح في تطوير هويّات متّسقة وبناء قواعد انتخابية مستدامة.
تُحفَّز العديد من الأحزاب السياسية بأهداف أيديولوجية وتتميز الانتخابات الديمقراطية في البلاد الحزبية بشكل شائع بوجود منافسات بين الأحزاب الليبرالية والمحافظة والاشتراكية. تشمل الأيديولوجيات الشائعة الأخرى للأحزاب السياسية الكبيرة جداً الشيوعية، والشعبوية، والقومية. كما أن الأحزاب ضرورية للعديد من الأفراد للمشاركة في السياسة في دولهم، وذلك لأن الأحزاب توفر إرشاداً مجتمعياً وسياسياً على نطاق واسع، مما يسمح للمواطنين باتخاذ خيارات سياسية واقتصادية بشكل مدروس. بالتالي تلعب الأحزاب دور مهم في تقليل العبء المعرفي على الأفراد للإدلاء بأصوات مدروسة؛ وذلك لأنه من الأسهل بكثير التعرف على برامج الأحزاب مقارنة بالمواقف الشخصية للعديد من المرشحين. لا شك ّ في أن تطوير العمل السياسي والأحزاب في الأردن بطريقة تشاورية يوفر مجموعة واسعة من المنافع للمجتمع الأردني، غير أن هذا الأمر لا يعني أنها عملية سهلة أو خالية من التعقيدات. بالفعل، يمكن أن يكون تطوير العمل الحزبي عملية معقدة لا سيما إذا شارك فيها عدد كبير من شرائح المجتمع. ويجب التنبه أنه تستغرق عملية صياغة السياسات بطريقة تشاركية في الأردن وقتاً لا بأس به، كما أنه من شأن العمليات التشاورية الوصول الى حالة من الإرهاق أثناء التشاورات بسبب المُبالغة في التنظير من قِبل بعض الأفراد من أصحاب ثقافات حزبية. ولكن مع أن هذه النقاط لا تشكل سبباً كافياً للامتناع عن بناء السياسات والبنى التحتية للعمل الحزبي بطريقة تشاركية لكن لا بد من أخذ العديد من الثغرات والتحديات بعين الاعتبار عند التخطيط للعملية السياسية والحزبية في الأردن.في ضوء ما تقدم، تُعد الأحزاب السياسية مجموعة منظمة من الأفراد تهدف لممارسة السلطة السياسية في الدولة حيث أنها تجمع بين أفراد يؤمنون ببعض الأفكار السياسية المشتركة، ويعملون على نصرتها ونشرها سعياً لتطبيقها في الدولة أو على الأقل التأثير على قرارات السلطة الحاكمة. بالتالي يعمل الحزب السياسي في الأَساس كَوسيط بين أَفراد الشعب ونظام الحُكم ويكون له دور رئيسي في صياغة احتياجات ومطالب ومشاكل المواطنين وطرح مقترحات لحلّها وَتقديمها إلى الجهات الحكومية المُختلفة بصورة قانونيّة. وعليه يعمل الحزب السياسي على تأطير أفراد المجتمع ليشاركوا في تسيير شؤون البلاد، ولهذا تعتبر مظهراً من مظاهر الديمقراطية.
الأحزاب السياسية
مدار الساعة ـ