اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ما قصة الدورات في الاردن


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

ما قصة الدورات في الاردن

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/05 الساعة 06:58
لدي الكثير من الشهادات, لدي شهادة تؤكد حصولي على دورة في التواصل مع الجمهور.. وأنا بصراحة لا أعرف تاريخ هذه الدورة ومتى التحقت بها, ولكن لدي شهادة تؤكد أنني حصلت عليها.
لدي أيضا دورة في خدمة الزبائن, وأنا في حياتي لم أقف خلف (كاونتر), ولم اعمل بائعا.. ولكن لدي شهادة تؤكد أني حصلت على هذه الدورة التي امتدت لفترة ليست بالهينة.. وكان تقديري فيها (ممتاز)..
لدي أيضا دورة أخرى في صناعة الإكسسوارات من المخلفات البلاستيكية, تخيلوا أن أقوم مثلا بإحضار علبة (كاتشب) فارغة واصنع منها وردة.. أو مزهرية, أنا لا أعرف متى التحقت بهذه الدورة ولكن الشهادة موجودة لدي وموقعة من خبيرة اسمها (جاكلين)...
كل ذلك من الممكن أن تقبله, لكن ما علاقتي بدورة (التعامل مع حديثي الولادة)... لدي دورة في هذا المجال أيضا, وموقعة من خبيرة الأمومة والطفولة, ويقولون في الشهادة أني كنت متميزا.. وكانت مشاركتي في الدورة فعالة, وأنا بصراحة حاولت التذكر.. متى حصلت على هذه الدورة ولكني للأسف لم افلح, وسألت نفسي هل حقيقة شاركت بها.. وقدمت مداخلات مثلا حول كيفية لصق (البامبرز).. أو مثلا كيفية إعداد الحليب؟
لدي أيضا دورة في مجال التطريز على الأثواب, تخيلوا أنا لا أقوى على رؤية الشاحنات التي تمر جانبي في الطريق الصحراوي, كيف سأجرؤ إذاً على لضم خيط في إبرة؟
حين كنت مديرا لمركز الحسين الثقافي كانت تعقد هذه الدورات, وكانوا ربما احتراما (لكرشي) أو ربما لأني سهلت المهمة, أو ربما لأني تجولت بين أفراد الدورة يقومون بإعطائي شهادة... وأنا كنت احترم مجاملتهم واحتفظ بها... لكني لم اشارك, وللأمانة كنت فقط مواظبا على المشاركة في الولائم التي تعقب تخريج المشاركين في الدورات, وكنت أصر على أن تكون (مناسف)...
أيضا لا أنسى أن لدي شهادة في (فنون الكتابة الصحفية), وهذه الشهادة تؤكد أني خضعت لدورة في هذا المجال مدتها (7) أيام, وتم تعليمي خلالها, كيفية كتابة المقال الصحفي.. وكيفية التعامل مع الخبر.. بإشراف المدربة المختصة في مهارات الصحافة واسمها (حنان), هذا ما كتب على الشهادة الموجودة لدي... هذه الدورة أذكرها جيدا, واتذكر حنان أيضا... كانت طويلة ورشيقة وعلمتنا مهارات الكتابة, كان عمرها (24) عاما وأنا كان عمري (45) عاما وقتها.. وقد تخرجت حنان للتو من قسم الصحافة..
المهم أنها بعد انتهاء الدورة قالت لي: (ليش ما صرت صحفي انت بتكتب منيح؟)..
ننتج من الدورات أكثر مما ينتج من القمح... والغريب أني كلما دخلت مرفقا حكوميا... أجد دورة تعقد هنا وأخرى هناك..
ربما ستصدر دراسة عن الأمم المتحدة تؤكد, أن انتاجنا من (الدورات).. فاق انتاج الدول العظمى.. تخيلوا أننا تفوقنا على كثير من الدول في هذا الجانب.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/05 الساعة 06:58