كلما سالت والدتي (اطال الله بعمرها) عن حيرتي بمكان بيع منتج ما اجابت : سوق السبت، وأخيرا قمت بزيارة سوق السبت العظيم ( بعين امي)، لمن لا يعرفه فهو سوق شعبي اقرب ما يكون للواقع مليء بالظواهر(البسطات) منها الجيد واخرى ... حدث ولا حرج
اما عن سبب كتابة المقال فهو (انس)، طالب بالصف الثالث حصل لي الشرف بالتعرف اليه اثناء انتظار والدتي بالقرب من (بسطة المراييل) أي المكان المخصص لبيع الزي المدرسي، لأتبادل وانس أطراف الحديث من باب عادات مجتمع.انا: شو يا شاطر امورك كلها تمام للمدرسة ان شاء الله .انس: بديش اروح يا رب تموت المدرسة.انا: ييي ما بصير نحكي هيك يا خالتو، المدرسة حلوة بكرا حتشوف صحابك ومعلماتكانس: اه صح وتصير الفورصة ( بأسلوب سخرية)انا: مالها الفرصة أصلا هاد احلى شي بالمدرسة ( وضحكت)وطال الحديث.... لاكتشف ما لم يكن بالحسبان بتاتا .اذكر قديما ان أبرز أوجه الاختلاف بيننا كطلبة في الوقت المخصص للطعام هو ماهية الحشوة للساندويتش (لبنة، زعتر، جبنة، سنيورة ولبنة) ونوع العصير المرفق آنذاك، ولم يذكران لاح لي أي شكوى رسمية او غير رسمية قد تم تداولها بين مجامع الأهالي حول عزوف أبنائهم للذهاب للمدرسة كما (انس) بسبب (الفرصة). اليوم ومع تزامن بدء العام الدراسي في مدارس المملكة، نجد ان معظم العناوين المتاحة للعرض في مواقع التواصل الاجتماعي تتشكل على هيئة ( اصنعي لانش بوكس مميز لأبنائك)، تميزت تلك المقاطع بتنوع ما قد يرفق للطفل من خضار وفواكه وحلويات واشياء أخرى تدرون ولا تدرون وهنا نقف .لم يخطر لي من قبل ان صندوق الاكل (لانش بوكس) سيخلق حاجزا بين المدرسة والطالب فيصبحون لا رغبة لهم فيها بتاتا معبرين عن كرههم لها بأصوات الضجر والتململ وخلق اعذار لا منطقية للغياب تماما كما حدث مع (انس)، الا ان بعد التدقيق والتحري وجدت ان اختلاف القدرات المادية للأهالي، إضافة الى ان اعمار الطلبة الذين يحصلون على صندوق الطعام هو العمر التي تتجلى به الغيرة وتتضح بأعلى درجاتها، كفيلة بتحويل صندوق الاكل الى كارثة نفسية مع سبق الإصرار والترصد.يؤسفني قولا ان هناك معتقدات لدى الأمهات بان (لانش بوكس) ما هو الا دلالة على الاهتمام بالطفل او تعويضه عن شيء ما، لذلك لا بد ان يتم اتخاذ اجراء فوري كإقامة ورشات تثقيفية تتضمن توعية أولياء الأمور حول الاضرار المترتبة على طفلهم نتيجة المبالغة في صناعة صندوق الطعام كتعزيز شعور النقص والغيرة والحقد وقد والنبذ وقد يتطور الامر الى العنف. وسؤالي اليوم لمن يهمه الامر، أما من الأفضل تدريب وتعليم أطفالنا كيف نراعي مشاعر الغير، والتواضع وغرس الخلق الحميد بدلا من المظاهر الخداعة؟؟..
اسيل الحنيطي تكتب: كارثة سوق السبت
مدار الساعة ـ