اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

ابو نواس يكذب


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

ابو نواس يكذب

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/04 الساعة 00:25
البارحة واعتمادا على نظرية عربية قديمة لأبي نواس تقول: (وداوني بالتي كانت هي الداء)... قمت بإشعال النار في كومة من الفحم والحطب, قمت أيضا بشواء (كاستليتا).. وجنحان دجاج (مطفاية).. وأشياء أخرى من جسد الخروف لا أستطيع ذكرها, تحاشيا لشطب المقال.. وجهت دعوة لخالد رمضان لكنه لم يأت للأسف, كان منشغلا على ما يبدو بلقاء حزبي.
(وداوني بالتي كانت هي الداء).. أنا أصلا لا أخاف النار, اقتحمها دون تردد, وبالرغم من أن الجميع بقي في الداخل تحت (الكونديشن) إلا أنني مارست الشواء بكل تفاصيله.. وللعلم اطعمت قطا من الجنحان (الحارة) فبدأ بالمواء, وشعرت بأنه يشتمني.. لم أكن أعرف أن القطط لا تحب (الشطة)..
أيضا اشعلت سيجارتي من الفحم، وأعاد أحدهم لي بعض القطع وقال: إنها تحتاج لعملية استواء أطول فوضعتها فوق النار مباشرة.. في النهاية, وحين عدت وجدت وجهي قد اصبح مثل (حبة) البندورة التي تعرضت للاهتراء.. وجسدي كان مغطياً بالعرق, ورأسي يدور.. وأخذوني للمشفى وقال الطبيب لي: إنها ضربة شمس.
أبو نواس كاذب, فحين قال هذا البيت من الشعر, كان يبرر ادمانه الشديد على الخمر... كانت حجة تافهة ومقيتة, ولكننا للأسف بقينا نرددها لردح من الزمن دون أن نتمعن فيها.. أنا لا أعرف كيف أداوي احتراق يدي من الفحم بوضعها في النار؟ وهل ينفع أن أكون تحت كل هذا الحر واستحم بماء يغلي.
أبو نواس كذب في هذا الأمر, لكن الموروث العربي أحيانا ينقل لنا بعض الأخطاء التي تصبح قاعدة في الحياة نسير عليها, لقد حاولت البارحة أن اجرب نظرية (ابو نواس) لتفادي هذا الحر.. وكانت النتيجة أني بدلا من ذهابي للمشفى قدت السيارة باتجاه شاورما الريم, حتى أني شخصت حالتي للطبيب (بالإمساك الشديد).. وهذا لم يحدث, لكن الحر والنار غيرت حتى كلامي وشكل تفكيري..
(وداوني بالتي كانت هي الداء).. هل يجوز لمن يعاني من الربو أن يدخن (الهيشة) بحثا عن الشفاء؟
أبو نواس يكذب.. وأنا أكذب, والشعر يكذب.
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/09/04 الساعة 00:25