أخبار الأردن اقتصاديات دوليات مغاربيات خليجيات برلمانيات جامعات وفيات رياضة وظائف للأردنيين أحزاب مقالات أسرار ومجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مناسبات مستثمرون جاهات واعراس الموقف شهادة مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة طقس اليوم

مكتبة أزبكية عمان بلا كهرباء؟

مدار الساعة,أخبار ثقافية,كورونا
مدار الساعة ـ
حجم الخط
مدار الساعة - كتب: غازي الذيبة
اليوم، فصلت الكهرباء عن مكتبة أزبكية عمان، وبالتاكيد كثير منكم يعرفون هذه المكتبة التي نشرت عن نشاطاتها ومعارضها التي جابت المملكة كلها، كبريات صحف العالم، ومحطات التلفزيون المحلية والعربية والدولية، من دون أن تتأوه برغم ما عاشته من آلام بصمت.فصل الكهرباء عن المكتبة، أمر اعتدنا عليه منذ سنوات، وكنا نتجاوزه عن طريق الاستدانة والاقتراض من البنوك، لتستمر هذه المكتبة التي تكبدنا حتى اليوم خسائر فادحة لبقائها حية، برغم لطمة جائحة كورونا وما قبلها. وبالطبع، فمكتبة الأزبكية التي حاولت وما تزال تحاول أن تكون مشروعا ثقافيا، يخدم فكرة نشر القراءة وتعميمها، واجهت منذ لحظات تأسيسها عقبات عديدة، لكننا سعنيا لتجاوزها بالحلم والأمل، وبرغم ذلك، تعرضنا أيضا لإحباطات لا تعد، بعضها حاول النيل من معنوياتنا ففشل، وبعضها سرق حلمنا وأظنه بقي سارقا، لأنه لم يكن مخلصا لنشر ثقافة القراءة وتعميمها، وبعضها أراد تأكيد أن أي مشروع ثقافي لا بد وأن يكون فاشلا، فكيف إذا كان متعلقا بالكتب!لم نيأس.. وبرغم قلة ذات اليد، أقمنا أول مهرجان في تاريخ المنطقة العربية- ربما، لتوزيع الكتب مجانا في المدرج الروماني، وزعنا خلاله عشرات آلاف الكتب على الناس الذين تدفقوا إليه، وبرغم ذلك لم نكن ننتظر أي إشادة بالمهرجان، أو أي انتباه من مؤسسات الوطن إلى أهمية ما نقوم به، وبالفعل نجحت مؤسساتنا الوطنية المعنية بالثقافة والكتاب بإغماض عينها عن عملنا، وتركتنا نغرق، وبدأت تحاول تقليد عملنا للأسف.هل يجب علينا إغلاق أزبكية عمان، إحراقها، لإضاءة ما تتعرض له من عتمة، أو الوقوف على أطلالها والبكاء على ماض تولى، وابقاء الكهرباء مفصولة عنها؟هل يمكن القبول بإغلاق مكتبة كانت صديقة للقراء، تقدم لهم الكتب بأقل من أسعارها المعروفة، أو بالمجان؟من لديه أي تصور لاستمرار الأزبكية، عليه أن يرشدنا إليه، فقد أصبحت كل الطرق أمامنا مغلقة.
مدار الساعة ـ