أفضل وأعظم ما نبدأ به مقالنا هذا، هو قول «الله» تعالى مخاطبا نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم في بدايات الدعوة المحمدية, بقوله سبحانه «وأنذر عشيرتك الأقربين", وعشيرته صلوات الله وسلامه عليه, هم «الهاشميون", بمعنى أن الحق خالق الكون ومدبر أمره, يجسد وجود «العشيرة» ودورها الطليعي في نصرة الدعوة العظمى ونصرتها.
ونذهب إلى ما هو أكثر تجسيدا لمكانة العشائر والقبائل بإرادة رب العالمين سبحانه, ونقرأ قوله سبحانه وتعالى، «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم", وفي هذا تكريس إلهي لدور القبائل المكونة كل منها أصلا من حشد عشائري, في تحقيق التعارف بين الناس على أهمية ذلك.مناسبة هذا الكلام، هو ما سمعته يوما من نفر مستفيد منتفع بالتقلب على المناصب إذ يقول هداه الله.. هذه التسميات, عشائرية وما شابه ستنتهي، ولم أعلق!في المملكة الأردنية الهاشمية مثلا, كلنا أبناء وبنات عشائر, وشخصيا لا أعرف أحدا بلا عشيرة، لكنني أعرف في المقابل, الدور العشائري التاريخي الكبير الذي نهضت به العشائر الأردنية كلها وما زالت وستبقى، في بناء الدولة وحمايتها والدفاع عن وجودها وحضورها بالمهج والأرواح، وبلا منة، أو لقاء مقابل مادي أو مناصبي, ولنا في عهد الآباء والأجداد وبالذات المنسيون اليوم منهم, خير دليل على هذا الدور الطليعي الكبير.وحتى في زماننا الإقليمي الصعب الراهن، لاحظنا كيف حرصت الدولة الأردنية في مسعاها لضمان أمننا الوطني والقومي معا, على التواصل مع العشائر وزعمائها الحقيقيين لا الطارئين, في كل من جنوبي العراق وسورية حيث حدودنا الملتهبة وما زالت عند الطرفين.مريب جدا وهو خطأ فادح, محاولات تظهر بين الحين والآخر وباسم الديمقراطية والحداثة، لتحميل العشائر وزر كل مشكلة أو قصور في أداء الدولة, وعلى نحو تبدو معه العشائر الأردنية الأصيلة نبع الشهامة والنخوة والكرامة وعشق الوطن والجاهزية الصادقة لا المدعاة للدفاع عنه أرضا وماء وسماء ومؤسسات وحضورا ودورا ومكانة إذا ما جد الجد وانتخى الوطن برجاله, كما لو كانت حجر عثرة في طريق التقدم والتطور والإنجاز.محاولات خاطئة كهذه، يطمئننا بإذن الله ضدها، موقف الملك رأس الدولة, وعشيرة الهاشميين الكرام بعامة, من إدراك أهمية العشائر ودورها التاريخي والراهن كركيزة هي الأقوى للنظام السياسي الأردني, باعتبارها هي «الشعب", وهذا موقف نسأل الله له القوة والغلبة على كل رأي خاطئ يحاول النيل من مكانة العشائر بأي أسلوب كان, وأيا كان صاحبه في الداخل أو الخارج.أعرف جيدا أن كلامي لن يروق لقلة تحاول اختطاف المشهد العام, وتسعى لخلخلة العلاقات بين العشائر ذاتها من جهة, وبينها وبين الشق الرسمي, ولست أرى في هذا إلا إضعافا متعمدا لبلد محاط بإقليم ملتهب وحدود تتطلب سهرا نابها من جيشنا الباسل وأجهزتنا الأمنية الباسلة, ومطامع ومطامح شتى من جهات شتى..حمى الله بلدنا. وهو تعالى من أمام قصدي.
العشائر.. أهم مرتكزات القوة عربياً
مدار الساعة (الرأي) ـ