تعتبر العادات بحد ذاتها ظاهرة اجتماعية، وجاءت وليدة سلوكيات قام بها أفراد المجتمع،
وقد خضعت للتجارب حيث أن فيها آثارا إيجابية وأخرى سلبية مما يجعلها لا تنال رضاءالجميع، ولكن المجتمع يأخذ بها ويقرها بحسب الأغلبيةالتي أقرت هذه السلوكات. والظاهرة الإجتماعية حسب رأي علماء الاجتماع عامة، فهي ليست ظاهرة فردية فكرية أو نفسية،فهي تعم المجتمع كله ولا تنسب إلى فرد خاص من افراده،وإنما تنسب للمجتمع عامة،فنقول عادات عربية: اردنية،فلسطينية،خليجية، مغربية.....الخ. وعادات اجنبية: صينيةانجليزية، فرنسية،روسية، إيطالية...ألخ. والظاهرة الإجتماعية تتسم بالجاذبية فأحيانا قد لا نقر عادة موجودة في مجتمعنالكنهاتسري في عروقنا تلقائيا لأننا تعودنا عليها،وإننا نشعر بذلك خاصة إذا كنا متواجدين في مجتمع آخر،وجدنا لديه عادات تغاير ما تعودنا عليه. وهذه السمة(الجاذبية)تحمل في طياتها صفة الإكراه أو الإلزام نمارسها اذعانا لرغبة المجتمع.ولما كان موضوعنا اليوم حول بعض العادات التي تمارس في الأتراح والأفراح،فإنني أقول بأنها في هذه الأيام خرجت عن إطارها المجتمعي عامةوالديني خاصة،فالمؤسف أنها دخلت في إطار التفاخر والمباهاة و التقليد وقد انغمست في أمور الدنيا وابتعدت عن الآخرة،فصارت تسبب حملا زائداوآلاماوأوجاعا نفسية ومادية لا تطاق.فلو اخذنامثلا من هذه العادات قول رسولنا الكريم(اطعموا آل جعفر فقد جاءهم ما يشغلهم)..فإنه ومن خلال مراحل حياتي وما عاصرته،فقد كان قول الرسول الكريم متبعا،يعمل به إلى درجة كبيرة،ويقوم الجيرانوالأهل والأصدقاء بصنع الطعاملآل المتوفى،والناس راضية مرضية لا عتاب ولا مؤاخذة. بينما في العقود الأخيرة غزتنا المباهاة والمفاخرة كما أشرت حتى في الدفن وفي تأخيره حتى يتجمع عدد كبير من الناس،ويسير خلف الجنازة طابور من السيارات. وصار المتوفى يدفن والناس في هرجة من امرهم، بينما كان عند الدفن يحمل على الأكتاف وتعلو الأصوات بذكر الله تعالى وسط جو كله مهابة للموت. وصار أهل المتوفى يقومون بصنع الطعام للناس، وفي أيام العزاء توزع الحلوى،وغير ذلك من سلوكيات الفشخرة وشوفة النفس. وبرأيي المتواضع فإنني أرى هذا خروجا سافرا عن عاداتنا الأصيلة وما أمر به ديننا الحنيف وهي سلوكيات دخيلة. وما يقال عن الأتراح يقال عن الأفراح.والحديث يطول وأكتفي بهذا القدر.