المراقب للمشهد الحزبي يرى أن الأحزاب السياسية غائبة عن المشهد السياسي خاصة فيما يتعلق بالأزمة الاقتصادية التي نمر بها من حيث ارتفاع الأسعار الذي فاق قدرة المواطن على التحمل . فلم نسمع عن مواقف من الأحزاب السياسية عموما عن تبني مواقف تجاه ما يحدث أو تقديم حلول بديلة ؟ .بل إن الأحزاب السياسية لم تعطي اي اهتمام لرؤية التحديث الاقتصادي التي أعلنت مؤخرا ؟.
على الصعيد المقابل يلحظ المراقب أن غالبية الأحزاب المرخصة أو التي هي تحت الترخيص أنها منشغلة فقط بتصويب أوضاعها العددية المطلوبة فيما يخص عدد المنتسبين لها و عدد النساء و الشباب فيها كي تبقي الأحزاب القائمة حاليا مجازة قانونيا وكي تأخذ الأحزاب الجديدة الترخيص الرسمي لتأسيسها . في سعى الأحزاب لزيادة أعداد المنتسبين لها تسعى تلك الأحزاب إلى إقامة العديد من اللقاءات في المحافظات لكن الملاحظة هنا أن الوفود الحزبية تكون مقتصر في الأغلب الاعم على الرجال الذين يمثلون الحزب ويتحدثون باسمه دون أن يكون معهم أحد النساء أو أحد الشباب من داخل الحزب السياسي ذاته .وبالطبع هذا لا يتناسب مع الرؤية الجديدة التي تقول إن النساء و الشباب شركاء و ليسو استكمال شروط ترخيص للحزب أو تصويب أوضاعه القانونية . في مراقبة المشهد الحزبي هذه الأيام تكمن الإشكالية من حيث إن الأحزاب السياسية تسعى نحو زيادة عدد منتسبيها لكنها في ذات الوقت لا تتبنى مواقف سياسية و اقتصادية تجاه ما يحدث في الشأن السياسي أو الاقتصادي و بالطبع فإن الحجة التي تقولها الأحزاب أننا نجهز برامج في مختلف المجالات و أن الحكم على تلك البرامج يكون بعد نتائج الانتخابات القادمة ووصول تلك الأحزاب إلى الحكم .بالطبع هي حجة تقال من الأحزاب للهروب من اتخاذ مواقف تجاه ما يحدث . ختاما المطلوب من الأحزاب السياسية التي تريد زيادة عدد منتسبيها أن تتبنى مواقف تجاه ما يحدث كي يعرف الناس لون الحزب ومطلوب ايضا من الوفود الحزبية التي تتحرك داخل المملكة أن تضم في صفوف المتحدثين باسم الحزب أن تضم امرأة و شابا ...هذا هو الطريق الصحيح ؟.
الأحزاب السياسية غائبة عن المشهد ومع ذلك تريد زيادة عدد أعضائها
مدار الساعة ـ