اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عبدالهادي راجي يقترح فرض ضريبة على الجاهات


عبدالهادي راجي المجالي
abdelhadi18@yahoo.com

عبدالهادي راجي يقترح فرض ضريبة على الجاهات

مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/08/29 الساعة 00:30
أقرأ أخبار الجاهات, دولة الرئيس فلاني طلب ومعالي السيد أعطى... الشيخ فلاني طلب ودولة السيد أعطى.. الباشا أعطى... والسفير طلب..
ما يهمني في الأخبار أن يرد اسمي في جاهة, ويكتب في متن الخبر أن السيد عبدالهادي راجي المجالي أعطى العروس, وقال ضمن الخطبة التي (شمطها) ردا على الشخص الذي طلب العروس..: (اشربوا قهوتكوا ترى البنت جتكوا)..
هل يوجد مانع من قيامي بإعطاء عروس مثلا؟ أو طلب يد عروس... ماذا ينقصني أصلا..! أنا خطيب مفوه واستطيع أن أشيد بمناقب العشيرة الفلانية، وأن أشدد على الوحدة الوطنية, وعلى الأمن والأمان, والروابط الأسرية, والأولاد الذين سيأتون.. ويقومون بإثراء النسيج الوطني.
ما يقلقني في الجاهات, هو حجم الحضور الهائل.. والخطابات التي تندلع ويتم فيها التركيز على وشائج القربى والإشارة فيها إلى موضوعات وطنية غاية في الحساسية... دون أن يدري المتحدث أن العريس منشغل (بالببجي).. أو أنه تعرف على العروس عبر الفيس بوك, أو أن الخطبة (رح تفرط) بعد شهرين حين تكتشف العروس أنه قام بإضافة جميع صديقاتها على «الفيس بوك»..
أقترح أن تفرض ضريبة على الجاهات.. فما يتم انفاقه من عطور, وما يتم شراؤه من بدلات فاخرة, وما يتم صرفه على الكنافة وأجور الصالة ومواقف السيارات.. يكفي لتدريس (3) طلبة في جامعات خاصة, ويكفي لإطعام قرية أردنية, ويكفي أيضا لسد ديون الكثير من المتعثرين.. وما من أحد يسأل.. لماذا كل هذا البذخ والإنفاق؟
تلك عادات اهترأت, وللأسف الذين يقرأون في حوادث الانتحار, والذين يقدمون دراسات في تمكين المرأة, والذين يجرون مسوحات ميدانية في عمالة الأطفال, لم يتجرأ أي واحد منهم على إجراء دراسة عن حجم الإنفاق على الجاهات, لم يتجرأ أي باحث على دراسة منسوب العرط.. ومنسوب البذخ, ودرجة المسؤولين.. وكم حضر الجاهة من هو برتبة معالي, وكم حضر من هو أقل من هذه الرتبة, وكم بوسة حدثت في الجاهة, وكم قبلة وكم صفقة, وكم وليمة؟!!
حين بنى الأردني مدينة الحسين للشباب بناها لأجل توفير مرفق يلتقي فيه الشباب ويعبرون عن طموحاتهم, كانت الغاية أن يتعرف ابناء الجنوب على ابناء الشمال, كانت الغاية أن تفعل معسكرات الحسين للشباب, وأن تزرع الروح الوطنية.. لكننا استبدلنا هذا الصرح باستعراض الأزياء, وباستعراض سيارات (اللاند كروزر).. وباستعراض بدلات العنق, وحجم نفوذ العشيرة الفلانية, وحجم نفوذ رجل الأعمال الفلاني.
أنا مع ميثاق شرف عشائري, يمنع ما ينتجه المجتمع من (عرط).. مع ميثاق شرف, يمنع البذخ والإنفاق غير المبرر, والأهم أن يضع المسؤولين في أماكن عملهم, وليس على (كنب) التبجح والتصوير... والأخبار, والمايكروفونات..
Abdelhadi18@yahoo.com
مدار الساعة (الرأي) ـ نشر في 2022/08/29 الساعة 00:30