هذهِ الكلمة في الموروث الشعبي تعني الرجل الذي لا ( بهش و لا بنش) أو بمعنى أخر لا ( للسده و لا للهده).
و عند البدو يسمونه ( الوليشه) و هذا تشبيه قد تم أخذهُ من ضعاف الغنم التي ليس على جسمها شحوم و هزيلة المنظر ..أما بالنسبة للوصف المذكور أعلاه فقد أصبح متطلباً مسبقاً و شرطً أساسياً حتى يتم إختيارك للتدرج في المناصب و الوصول إلى أعلى المراتب.و الأمثلة على ذلك لا تُعدُ و لا تحصى، فإذا كنت من أصحاب الفكر و المنطق و عندك سعة أفق و ثقافة عالية و شخصية قيادية فأبشر بحربٍ عليك و حصار حتى تصبح ( خنجعة) أو "يخلقُ الله ما لا تعلمون".فإذا نظرت حولك من كل إتجاه لا تستطيع أن تجدَ قائداً واحد في أي مجال! بل ترى الكثيرَ من المدراء على مدَ بصرك! وشتان بين المدير و القائد!نعلم جيداً أنه لا نصرَ و لا حضارةَ ولا تقدمَ من غير قادةً أحرارَ الفكرَ و القرار، و أنهُ كلما نقص عددهم كلما زاد تأخر الأمم عن ركب الحضارات. فما بالك إذا إنعدم وجودهم!؟.لا أدري ما هو النهج أو السبب الحقيقي وراء هذهِ الظاهرة، و أستطيعَ أن أجزم بأن هذا الشيئ ممنهج و مقصود! و لكن ربما أستطيع أن أفسر الأشياء حسب تفكيري ( العقيم) بأنه لا يستوي بأي حالٍ من الأحوال بأن يكون الرأس ضعيفاً و الأطراف قوية! بمعنى لو نظرنا إلى أيٍ من المؤسسات الكبرى لرأينا بأن رأسها ضعيف هزيل لا يملك من أمرهِ شيئاً، و أن ميزتهُ الوحيدة هي إنه إبن رئيس وزراء سابق أو وزير أو مدير متنفذ و قد أخذ حصة أبيه من الكعكة السائبة نظراً لخدماتٍ سابقة و سداداً لدينٍ قديم!فكيف تنتظر منه أن يعينَ أو يُخلف قائداً فذاً في موقع سيادي؟ فوجودُ ذلك ألقائد يلغي شخصيته لا و بل من المؤكد أن تطغى شخصيته على شخصية ذلك المدير للكاريزما التي حباها الله في ذلك القائد.أن تكونَ مديراً أو رئيساً فذلك من السهل بمكان بحيث أن تستعمل بعض المفردات الأجنبية في كلماتك ، و من ثم تلتحق بعدة دورات ( تنمية بشرية،) و شهادة من ( أكسفورد) أو ( السوربون) و تحلق شعر رأسك ، أو أن تنتمي إلى أحدى النوادي( التنويرية) فيقوموا بدفشك إلى أعلى المناصب( غصباً عن الطبيعة). و لكن أن تكونَ قائداً فذلك يأتي مع الولادة من غير تدخل العوامل البشرية المذكورة أعلاه،ألقائد هو الذي يولد من رحم المعاناة، أي بمعنى لا يمكن لأحد أن يفهم عليك ما معنى إرتفاع فاتورة الكهرباء و هو لا يدفع فواتيره!و لا يُعقل أن تشتكي لمن لا تنقطع عن بركة سباحة بيته المياه عن أن الدور هذا الأسبوع تأخر عليك فبناءً عليه لن يستطيع أبنائك الإستحمام إستعداداً لصلاة الجمعه!لا تقتلوا أحصنتكم برماحكم، و لا تكسروا سيوفكم بإيديكم فبئسَ ما تفعلون...شايفين علي كيف!اه والله ما بزل عليكوا....