وأنت تقف، تحت ظلال تلك الأشجار العتيقة من الملول والحور والليمون، تؤشر لحماية الجيش العربي الأمنية، الوقفة بكل هيبة واقتدار، قبل نصب الجندي المجهول لشهداء معركة الكرامة، تلفحك شذرات الذهب الغوري، شذى الليمون والبرتقال، ورائحة نهر الأردن.
إنها مدينة «الرامة»، هي الهدف، وفيها نقرأ سور الألم حبة والرؤية الملكية السامية، تنحاز إلى هواء فلسطين، القدس ورام الله وتلك الديار المقدسة، تقف قبل أن تتحرك من عمان، تندفع باتجاه الجنوب، الغربي، لا تحتاج إلى مسير سوى 58 كم، نحو غور الرامة، تتابع مع عطر الليمون وسخونة دم الشهداء الباقي، الذين عطروا الرامة والشونة الجنوبية، في أجواء معركة الكرامة، وصولا إلى جسر الملك عبدالله بن الحسين بن علي، الجسر الخشبي الذي توقف، بعيد نكسة فلسطين والقدس والضفة الغربية 1967.في هذه المعمورة، حيث تتحد سواعد الجند والاهل والمزارعون، دشنت الدولة الأردنية، برئاسة، رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة والسلطة الوطنية الفلسطينية، برئاسة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور محمَّد اشتيَّة، محطَّة تحويل «كهرباء الرَّامة»، التي تهدف لمضاعفة تزويد الطاقة الكهربائية للأشقاء، الشعب الفلسطيني، تزويدا بالطَّاقة الكهربائيَّة، تعزيزا لصمودهم الوطني والقومي... يتمسك الرئيس الخصاونة بهدب الستارة، يكشف، نبض قلبه يتسارع، عن اللوحة التذكارية، التي تؤرخ لمشروع محطة كهرباء الرامة، التي ستسهم في تعزيز تزويد محافظات ومناطق اريحا والقدس ورام الله والبيرة بالطاقة الكهربائية، ومعها تحمل شوق الأردنيين للأهل الصامدين غرب النهر... بينما كانت مخاضة نهر الأردن تحوم بعبق مياه تعمد بها السيد المسيح، وضع رئيس الوزراء ونظيره الفلسطيني ثوابت وطنية وقومية، واوجه التعاون المشترك وتعزيز آلياته في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وحركة النقل والعبور عبر جسر الملك حسين، وفيه:*الثابت الاول:الالتزام الاردني المركزي في المساعدة ببناء قواعد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة الكاملة والناجزة والقابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفي اطار حل الدولتين والذي تؤمن القيادة الاردنية ممثلة بجلالة الملك عبدالله الثاني والسواد الأعظم من المجتمع الدولي بأنه الحل الوحيد للمعضلة والمعاناة التي تشهدها المنطقة.*الثابت الثاني:التأكيد على الموقف الاردني الثابت والدائم والمبدئي الذي يعتبر الشأن الفلسطيني والقضية الفلسطينية احدى البوصلات المرجعية للسياسة العامة الاردنية التي يقودها اليوم باقتدار الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.فالاردن يحمي ويذود عبر هذه الوصاية عن المقدسات بكل ما هو متاح لنا من سبل تكفل ضمان عدم المساس بالوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الاقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف والمقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.*الثابت الثالث:دعم وإسناد الأشقاء الفلسطينيين وصولا الى تحقيق السلام العادل والشامل للمنطقة المرتكز الى قواعد الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام المتوافق عليها دوليا والتي توافق عليها الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي، ولن تألو الدولة الأردنية، جهدا في التيسير على اشقائنا في فلسطين والمساعدة قولا وعملا بجهد بناء الدولة الفلسطينية لنعيش في بوتقة من الأمان والاستقرار والوصول الى آفاق اوسع من التعاون الاقليمي المؤسس على صلابة هذا السلام والاستقرار الذي نصبو اليه والذي لن يتحقق دون حل الدولتين.*الثابت الرابع:التيسير الممكن على اشقائنا في الضفة الغربية عند حركة المرور عبر جسر الملك حسين، بما يحقق السبل الكفيلة بتعزيز الصادرات الاردنية للعديد من السلع الاردنية للسوق الفلسطينية والسبل الكفيلة بالتيسير على حركة انتقال الأشقاء من فلسطين الى المملكة الاردنية الهاشمية ومنها الى دول العالم... في ذات الحدث،..رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، نقل الالتزام الفلسطيني الموحد، بالثوابت الأردنية الداعمة للقضية الفلسطينية، مثمنا رؤية وتوجيهات الملك عبدالله الثاني، وقال: «الاردن اليوم يقف معنا في استراتيجيتنا الرامية الى الانفكاك التدريجي من التبعية التي يفرضها علينا واقع الاحتلال في التجارة والبنية التحتية والطاقة والصحة والتربية.ولفت اشتية، إلى دلالات تعزيز الميزان التجاري بين الأردن وفلسطين من 200 مليون دولار سنويا الى 500 مليون دولار، معربا عن ثقته بإمكانية رفعه الى نحو مليار دولار سنويا.عززت الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الأردنية لتسهيل سفر المواطنين الفلسطينيين عبر جسر الملك حسين وتمديد ساعات العمل على الجسر بما يوفر راحة التنقل بين فلسطين والأردن وإنشاء المشاريع لتحديث وتطوير البنية التحتية على نهر الأردن وإنشاء معابر جديدة للبضائع والمسافرين، من موقف السلطة الفلسطينية، فحدث الرئيس اشتية، بثقة وخاطب العالم، من حد الرامة والجسر:«لا مطار رامون ولا أي مطار غيره سيكون بديلا عن عمقنا مع الأردن في المواصلات والتنقل، وإذا أراد الاحتلال التسهيل على حياة الناس فليفتح لنا مطار القدس الموجود والقائم»، وأن المشاريع التي من شأنها الإضرار بالمصالح الأردنية الفلسطينية المشتركة لن تجد لها شريكا فلسطينيا لا رسميا ولا شعبيا وسنواجه هذه القضايا من منطلق حرصنا على تعزيز العلاقة والمصالح بين أهلنا على جانبي نهر الاردن، مؤكدا أن الإعاقة في الحركة والتجارة هي من الطرف الآخر بحجج متعددة... في الرامة حكايات، قصة محبة ونظرة ورؤية ملكية وثوابت يعززها ان اهمية مشروع محطة تحويل كهرباء الرَّامة للربط الكهربائي بين الاردن وفلسطين في التأسيس للربط الثماني بين الدول العربية وتحسين نوعية وجودة نظام التيار الكهربائي المقدم للأشقاء في دولة فلسطين، وعاصمتها القدس... وفي قوة النور، النهر المقدس، وبين معدات محطة الرامة، ينطلق صوت:الاردن وفلسطين تجمعهما وحدة الدم والمصير والتاريخ والإنجاز والتنسيق المستمر والتعاون البناء ومواجهة التحديات السياسية، «نحن سعداء بتواجدنا في منطقة الرامة القريبة الى فلسطين ومن تلّتها نستنشق هواء القدس الغالية على الملك عبدالله الثاني الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها»..... وينطق جمال الرامة، تلال القدس:.. «في حجم بعض الورد إلا إنه لك شوكةردت إلى الشرق الصـبااردن ارض العزم اغنية الظبىنبت السيوف وحد سيفك ما نبا.. «huss2d@yahoo.com